قال مستشار إدارة الشرق الأوسط وآسيا الصغرى بصندوق النقد الدولي كريستوفر جارفيس ان مصر تواجه حاليا تحديات إقتصادية لكنه من الممكن تجاوزها من خلال الالتزام بالسياسات المناسبة. ورحب جارفيس وهو رئيس بعثة صندوق النقد إلى مصر بالخطوات التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي خلال الأسابيع القليلة الماضية وخاصة التزام محافظ البنك المركزي طارق عامر بالسعي إلى تبني مرونة أكثر في سياسات سعر الصرف وهو ما وصفه بانه “مشجع جدا”. وأوضح جارفيس – في تصريحات صحفية – ان خطط الحكومة لخفض العجز المالي هي خطوة في الطريق الصحيح. في الوقت الذي أشاد فيه مسئول الصندوق ببيان رئيس الوزراء أمام البرلمان. وقال انه يحتوي على قدر كبير من الواقعية إذ يشير إلى التحديات التي تواجه مصر في الوقت الذي عبر فيه عن إمكانية تجاوز هذه التحديات. وتابع ان اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين الحالية هي فرصة لتبادل وجهات النظر مع الحكومة المصرية مشيرا إلى انه أجرى اجتماعات جيدة مع وزير المالية عمرو الجارحي وذلك في إطار استمرار العلاقات الجيدة بين مصر والصندوق. وأكد ان الإصلاحات الإقتصادية التي تتبناها الحكومة تسير في الاتجاه الصحيح. وحول ضريبة القيمة المضافة المقترحة، قال جارفيس ان موارد مصر الضريبية تصل إلى 13% من إجمالي الناتج المحلي وهي نسبة منخفضة جدا لدولة كبيرة مثل مصر تحتاج إلى زيادة مواردها الضريبية. وأشار إلى ان ضريبة القيمة المضافة أثبتت فاعليتها في زيادة الموارد الضريبية كما انها أثبتت انها ضريبة عادلة خاصة وان الحكومة المصرية تعتزم اعفاء المواد الغذائية الأساسية ومواد أخرى تعتمد عليها الطبقات الفقيرة من هذه الضريبة. وحول إصلاح منظومة الدعم، رحب جارفيس بالتزام مصر بإصلاح منظومة الدعم خاصة دعم الوقود موضحا ان ربع الإنفاق الحكومي في السابق كان يذهب إلى الأجور وربع آخر لفوائد الدين وربع ثالث للدعم في الوقت الذي لم يكن يتبقى فيه شيئ للإنفاق على التعليم والرعاية الصحية. وفيما يتعلق بمشروعات البنية الأساسية الكبرى التي تتبناها الحكومة، قال جارفيس ان هناك معيارين لتقييم مدى أهمية مثل هذه المشروعات لدولة مثل مصر ذات موارد محدودة وهما ان هذه المشروعات تساهم في خلق فرص عمل ثم انها تساهم في خلق الرفاهية على المدى الطويل. وأشار جارفيس إلى مشروع توسيع قناة السويس الذي تم مؤخرا قائلا انه يحقق المعيارين إذ انه خلق فرص عمل وأضاف إلى قدرة مصر على توفير خدمات للتجارة الدولية. وأضاف انه على الرغم من صعوبة ظروف التجارة العالمية حاليا غير ان مصر ستستفيد من هذا المشروع خلال السنوات القادمة. وأشار المسئول الدولي إلى انه لم يتم بعد تحديد موعد زيارة البعثة القادمة قائلا ان هذه مسألة سيتم بحثها مع مسئولي الحكومة على هامش اجتماعات الربيع للصندوق الحالية.