منوعات
«الوطن» داخل قسم الدقى تخوض رحلة «الترهيب والترحيب» للحصول على «تصريح تنظيم مظاهرة»
محرر «الوطن» بعد خوضه رحلة الحصول على موافقة لتنظيم مظاهرة من قسم الدقى أكثر من سبب يدفع المواطن للتفكير قبل أن يخطو أولى خطواته نحو قسم الشرطة، زاد عليها بالأمس سبب جديد بعد إقرار قانون التظاهر رسمياً، ليضحى «عايز أقدم طلب مظاهرة» خدمة جديدة تتيحها أقسام الشرطة، كخدمات السجل المدنى. خطت «الوطن» نحو قسم الدقى، لتفعيل حق المواطن فى المطالبة بتنظيم مظاهرة، بعد تحضير الأوراق المطلوبة، وهى صور البطاقة والطلب الموقع بأسمائنا، موضح فيه موعد ومكان وسبب وشعارات المظاهرة، والتى تم تنسيقها لرفض «محاكمة المدنيين عسكرياً».. الطلب الذى حملته «الوطن» دفع الجميع إلى التحديق فيه «جايين هنا ليه»؟ سؤال محمد عامل بوفيه القسم الذى تطوع منبهراً بمرافقة «الوطن» فى رحلة الحصول على تأشيرة المأمور للموافقة على تنظيم المظاهرة المفتعلة.مأمور «الدقى» اتصل بالمحررين بعد 10 دقائق من مغادرة القسم: مبروك عليكم أول مظاهرة.. الموافقة جت ببطاقات رقم قومى لا تحمل مهنة الصحافة تجولنا بصفتنا «مدرسة ابتدائى» و«ناشط سياسى» للبحث عن موافقة قسم الشرطة التابع له «مجلس الدولة» لتنظيم وقفة احتجاجية أمامه ضد محاكمة المدنيين عسكرياً. التوجس يملأ الجميع، والدهشة تتداخل مع ابتسامة الترحيب لتخلق تعبيراً عن حالة جديدة غير متوقعة فى تعامل الداخلية «إحنا مش عايزين قانون.. إحنا عايزين احترام» هكذا يتحدث أحد أمناء الشرطة فى انتظار مجىء مأمور القسم، بيانات محددة يطلبها أمين الشرطة أثناء الكلام دون الشعور بمرارة الاستجواب «هو اسم حضرتك إيه.. حضرتك الاسم مكتوب فى الطلب.. زيادة معرفة يا سيدى وبالمرة رقم التليفون»، بضحكة ودودة يناقش أمين الشرطة أسباب «تنظيم المظاهرة»، «طب بذمتكم انتم راضيين بحال البلد واللى وصلنا ليه.. والله إحنا مش عايزين نعمل مشاكل مع حد ولا عايزين دوشة بس نفسنا البلد تمشى» بحسرة شديدة يبوح الرجل الأربعينى برأيه فى أحوال البلد مدافعاً عن الشرطة «أقول الحق إحنا زمان كنا فعلا مكرّهين الناس فى عيشتها لكن دلوقتى والله اتغيرنا مش عايزين تصدقونا ليه.. ده ربنا بيعفو عن الكفار وانتم مش عايزين تسامحونا»، ثم يسأل ببساطة شديدة «طب مش انتم نشطاء وفاهمين، فهّموا الناس اللى بتشتمنا وتنزل فى مظاهرة عشان تتف على واحد واقف فى الشمس والبرد وسايب بيته ومعرّض نفسه للخطر هيستفيدوا إيه من الشتيمة».. غُصّة تملأ صوت أمين الشرطة بينما يجلس آخر غير مُبالٍ «هو انتم كتبتم الشعارات اللى هترفعوها فى المظاهرة» ببرود ينظر إلى الطلب «طب ويسقط حكم العسكر ليه يعنى» فنجيب «يعنى هى المظاهرة ضد محاكمة المدنيين عسكرياً يبقى مش هنقول يسقط حكم العسكر إزاى؟» يتأمل أمين الشرطة بقية الهتافات «مصر مدنية لا إخوانية ولا عسكرية... عسكر .. عسكر ليه.. ماشى هندخّل الطلب لرئيس المباحث» فى غرفة ملاصقة لغرفة الأمناء يجلس رئيس مباحث قسم الدقى «أحمد الوتيدى» منهمكاً فى عدة أوراق أمامه بينما توقفت شاشة التليفزيون على قناة تنقل أداء الصلاة فى الحرم المكى «انتم أول ناس تقدم على مظاهرة فى مديرية الجيزة كلها على فكرة» بابتسامة مرحّبة وودودة يعيد الأسئلة نفسها التى سألها أمناء الشرطة مستفسراً عن الوظائف أو الانتماء لأى من الحركات السياسية «يعنى انتم هتقفوا لوحدكم فى المظاهرة ولاّ فى تنظيم أو حركة انتم تابعين لها» يعيد السؤال رغم نفينا «يعنى ولا 6 أبريل أو تمرد أو أى حزب» نجيب ببساطة «يا فندم إحنا عاملين الدعوة على الفيس بوك» فيضيف «طب والعدد كام.. حوالى 100 وقد يزيد» يستكمل رئيس مباحث قسم الدقى مسيرة الود «طب معلهش هو المأمور فى مأمورية انزلوا تحت فى النوبتجية وهمّا هيتصرفوا.. شرفتونا.. اتفضلوا اشربوا حاجة». فى أقل من خمس دقائق كنا فى مكتب النوبتجية يستقبل الطلب ضابط بزى مدنى وآخر بزيه «الميرى» فى المرحلة قبل الأخيرة ليعيدا السؤال «مظاهرة ليه» فيأتى الرد «ضد محاكمة المدنيين عسكرياً» فيفاجئنا رد جديد «طب اكتبوا اسمى معاكم» قالها الضابط بكل ثقة ثم أرسلنا لمكتب «حافظ» أقدم أمناء الشرطة بالقسم ليتصل بمأمور قسم الشرطة العقيد «منتصر عبدالرحيم» فيخبره أن علينا انتظاره للضرورة «قدامى 5 دقايق وجاى».أحد ضباط القسم استقبل الطلب: حطوا اسمى معاكم.. والمأمور «مستعجلين ليه.. القانون لسه مجالناش» بلهفة يستقبلنا مأمور قسم الدقى الذى جاء فى موعده ليتفرغ لمقدمى المظاهرة بعد أن ينتهى من استقبال منتظريه «انتم بقى شيماء وماهر عايزين تعملوا مظاهرة فى أول يوم كده» يضحك مستكملاً «انتم مستعجلين قوى ده إحنا لسه القانون ما جالناش»، للمرة الثالثة يسألنا مأمور القسم عن بياناتنا «الاسم والعنوان ورقم التليفون والوظيفة»، مكالمات تليفونية وحديث بصوت خافت «لا يا باشا هما مش تبع حد ولا منتمين لأى حركات.. عاملين دعوة على الفيس بوك» يتابع حديثه لـ«الباشا» فى تليفونه المحمول بينما نظرات الود والتفهم تتابع جلستنا أمامه «هما مقدمين العدد والمكان أمام مجلس الدولة، المحاكم هى اللى ممنوعة، بس مش عارف وضع مجلس الدولة يا فندم.. تمام سيادتك» يغلق مأمور القسم التليفون بينما ينظر للطلب الممهور بأسمائنا وختامه «نشكركم على حسن تعاونكم معنا» فيضحك قائلاً «طب هنضيف إقرار بأنكم ملتزمين بسلمية المظاهرة وخط سيرها وهتوقعوا عليه وهنتصل بيكم قبل الموعد المقرر لها».اختارا «محاكمة المدنيين عسكرياً» عنواناً للمظاهرة.. وأمناء الشرطة يستقبلون الطلب بـ«خضة».. وأحدهم: طب والنبى إحنا ذنبنا إيه؟ بأسماء البطاقات والمهن المستعارة وقع كلانا على الإقرار «حضرتك المظاهرة يوم السبت محتاجين نعرف قبلها بوقت كافى عشان الدعوات والناس تعرف وتحشد.. ما تقلقوش كل حاجة هتمشى بسرعة»، بعد خروجنا من القسم بلا أى مشاكل لم يمر وقت قليل حتى تلقينا تلك المكالمة «يا شيماء أنا مأمور الدقى اتفضلى إنتِ وماهر فى القسم علشان تاخدوا الموافقة.. مبروك أول مظاهرة». إجراء روتينى يشبه خط سير التحقيقات الجنائية يكمل به قسم الدقى إجراءات استخراج تصريح التظاهر، محضر من ورقتين يحرره أحد أمناء الشرطة تحت إشراف مأمور القسم يتضمن أقوال مقدمى الطلب وتوقيعاتهم، لماذا تقوم تلك المظاهرة.. وما الغرض منها.. هل تنتمى لأى تيار أو جهة سياسية، متى يتم تنظيم المظاهرة، هل أنت مسئول عن تأمين تلك المظاهرة؟» بعض من أسئلة المحضر رقم 59 أحوال لسنة 2013، الدقى والمرفق بطلب تنظيم مظاهرة ضد محاكمة المدنيين عسكرياً، «بكره هانرد عليكم تليفونياً»، آخر حديث لمسئول قسم الدقى فى رحلة تطبيق قانون التظاهر. أخبار متعلقة «الاستقرار والعجلة تدور ورفض الإخوان».. لهذا رحب المواطنون بقانون التظاهر قضاة: القانون سيحقق عامل الردع للمتظاهرين غير السلميين 11 منظمة تعتبر القانون إعلاناً مستمراً للطوارئ ونشطاء يطالبون بالمرونة فى تطبيقه