بنوك وتامين
البنوك تحمل الصناعات المتعثرة على "كفوف" التسهيلات والتعويم
يواصل القطاع المصرفي المصري دعم الصناعات المتعثرة في ظل توجيهات وقرارات البنك المركزي المستمرة لصالح القطاعين، مع مراعاة تكوين مخصصات مالية كافية لتلك القطاعات، لمواجهة الديون المعدومة، حتى لا تتأثر المراكز المالية للبنوك.
وتعمل البنوك على تقديم التسهيلات الائتمانية للمصانع والمشروعات، بالإضافة إلى إعدام الديون وتعويم بعض العملاء من المتعثرين، في محاولة لإعادة تشغيل المصانع والشركات المتوقفة خلال الفترة المقبلة والقضاء على أزمات التعثر نتيجة المديونيات المتراكمة.
في هذا السياق أكد يحيى أبو الفتوح عضو مجلس إدارة البنك الأهلي المصري، أن البنوك تعمل على زيادة مخصصاتها خلال الفترة القادمة لمواجهة التعثر، خاصة في ظل الأزمة التي يعاني منها القطاع السياحي مؤخرا، مشيرا إلى أن البنك الاهلي يعد من أبرز البنوك الداعمة للقطاع السياحي.
وقال إن محفظة القطاع السياحي بالبنك بلغت 9 مليارات جنيه، من بينها 5 مليارات جنيه قروض منتظمة و4 مليارات جنيه قروضًا غير منتظمة، موضحا أن 80 % من عملاء القطاع السياحي قد استفادوا من مبادرة البنك المركزي لدعم القطاع والتي قام المركزي بتجديدها حتى يونيو 2016.
وأضاف عضو مجلس الإدارة، ان مديونيات المصانع المتعثرة لدى مصرفه بلغت 1.2 مليار جنيه، لافتا الى ان البنك ضخ 365 مليون جنيه لإقالة عثرة بعض المصانع.
وأشار أبو الفتوح أن البنك الاهلي يدرس تعويم 14 مصنعًا خلال الفترة المقبلة، تقدمت بطلبات للبنك لعدم قدرتها على السداد، لافتا الى ان البنك الاهلي قدم تمويلات لقطاع الكهرباء والطاقة خلال السنوات الخمس الماضية بقيمة 41 مليار جنيه، وأجل ديون مستحقة للقطاع السياحي بقيمة 1.2 مليار جنيه.
وأكد كرم سيلمان مدير إدارة المعاملات الدولية بأحد البنوك العامة، أن السياحة في مصر تعاني من عدة أزمات ويعد التمويل أحدها فقط، إذ تواجه السياحة أيضا أزمة الاهمال وعدم الاعتناء بالمنشآت السياحية؛ ما أدى إلى اتلافها واحتياجها إلى الترميم مما يكلف الدولة ما لا تتحمله.
وأشار سليمان، أن دعم البنوك للقطاع السياحي لا يتوقف فقط على مبادرات البنك المركزي، وانما تعمل البنوك بشكل دائم على زيادة مخصصاتها لمواجهة التعثر بالقطاع، لافتا إلى أن دور البنوك يقتصر على الدعم المالي فقط، بينما تحتاج السياحة إلى الدعم المعنوي أيضا للخروج من أزمتها.
من جانبه أكد أحمد عبد المجيد المدير العام ببنك الاستثمار العربي، أنه من المعتاد ان يعمل القطاع المصرفي على دعم السياحة والصناعات بقدر الإمكان بغض النظر عن مبادرات البنك المركزي، كما تعمل البنوك على مساندة الشركات والمصانع المتعثرة في كافة القطاعات بسبب الظروف التي يعاني منها القطاع.
وأضاف انه يجب على كافة قطاعات الدولة التكاتف لدعم الصناعات المتعثرة خاصة في ظل الظروف الراهنة مع انخفاض نسب الاشغالات في السياحة، وندرة الموارد الدولارية اللازمة لاستيراد بعض السلع والخامات اللازمة للصناعة.
وأكد صبري صدقي مدير إدارة الديون المتعثرة ببنك مصر إيران، أن للبنوك دور كبير في دعم شركات السياحة واستمرارها بالعمل، دون التصفية أو تسريح العمالة في ظل الظروف السيئة التي يعاني منها القطاع مؤخرًا، لافتا إلى أن مبادرات البنك المركزي تساعد شركات السياحة على جدولة ديونها تدريجيا.
وأوضح صدقي أن البنوك لن تتوقف عن منح التسهيلات الائتمانية للمستثمرين في جميع الأحوال، ولكن من الطبيعي أن تتأثر معدلات المنح بزيادة معدلات الديون المتعثرة، مشيرا إلى أن البنوك لجأت لفرض المزيد من الضوابط على منح التسهيلات الائتمانية للعملاء، بعد ارتفاع معدلات التعثر.
وأشار جمال محرم رئيس مجلس إدارة بنك بيريوس سابقا، أن البنوك نجحت في تكوين مخصصات عن الديون المتعثرة لديها، مما جعلها تتخطى الأزمة، لافتا إلى ان الأزمة الفعلية تكمن في ما يتعرض له قطاع السياحة من مشكلات تجعله في مقدمة القطاعات المتعثرة.
وأوضح أن نسب الديون المتعثرة بجميع البنوك العاملة في السوق المصري مقبولة، ولم تتخطى حاجز الخطر، لذلك فإنه من غير المتوقع أن يتأثر تمويل البنوك للمشروعات بحجم الديون المتعثرة