أهم الأراء
«أسامة الشيخ» والرزق على الله!
عاهدت نفسى ألا أتبع سياسة «ابعد عن الحق وغنى له» إرضاء لبعض الناس، فأنا لن آكل على كل الموائد حتى لو اضطررت للأكل فى موائد الرحمن، فالرزق على الله والأرض على المشاع ممكن أنام فى أى مكان! أحدثكم اليوم عن عبرة نحاول أن نصنع منها نموذجاً، وعن نموذج نريد أن نصدق أنه عبرة! - (العبرة).. «زينة» طفلة بريئة لم تُكمل عامها الخامس، ليس فيها ما يثير إلا مريضا، اغتُصِبت وألقى بها الجناة من الطابق العاشر! جريمة بشعة لا تحدث إلا فى المجتمعات المريضة، أو التى تدعى أنها متدينة بطبعها! لكن لهذه الجريمة وجه آخر رُسمت ملامحه منذ عام مضى حين توسط تاجر بورسعيدى لحل نزاع بين تاجر آخر يسمى «عرفة» ومجموعة من الموردين الصينيين، المهم تداعت الأحداث والوقائع ونشبت خلافات ومشاكل على طريقة «ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه»، ولكن الأمر تخطى مرحلة تقطيع الملابس ووصل إلى تقطيع جسد التاجر البورسعيدى المسكين بالمطاوى على يد «عرفة» ورفاقه وأمام والده وأخيه.. مات التاجر الطيب وترك ثلاث بنات صغيرات مثل الطفلة «زينة» أكبرهن عمرها الآن سبع سنوات، ولم يستطع أبوه العجوز فعل شىء لكنه قال نصاً: (عقاب ربنا شديد، ربنا يحسركم على عيالكم)!.. علاقة الجريمة الأولى بالثانية أن «عرفة» القاتل الهارب هو والد «زينة» القتيلة البريئة! - (النموذج).. فى رمضان عام 2010 بلغت أرباح التليفزيون المصرى (164) مليون جنيه.. وبعد عام واحد انهار الرقم إلى مليون ونصف المليون! فما الذى تغير؟ لا شىء لكن المهندس أسامة الشيخ ابتعد! بعض أصحاب الجلود السميكة يصابون بالأرتيكاريا عند قول كلمة حق فى أى مسؤول سابق، فالإنسان يميل للأسف لتصديق أى شىء لا يتعبه، ونحن فى مجتمع لا يفرق بين المتهم والمدان والبرىء! وهناك من لا يفهم أننا نتحدث عن «أسامة الشيخ» مؤسس قاعدة النجاح وليس «الشيخ أسامة» مؤسس قاعدة الإرهاب، فبعد الثورة انشغل البعض بتوفيق أوضاعه الشخصية وتلفيق التهم للآخرين طمعاً فى الركوب على الكراسى الشاغرة.. الشيخ هو من أسس أول قناة مصرية خاصة (دريم)، وهو أول مصرى ترأس قناة عربية خاصة (تليفزيون الرأى)، وهو من أنشأ شبكة (ART)، وشبكة راديو النيل.. الشيخ هو من سمح للجميع بالظهور على الشاشة دون تمييز فأعاد المشاهد المصرى لمتابعة قنوات ماسبيرو.. أسامة الشيخ نموذج رائع أرادوا أن يجعلوا منه عبرة سيئة فصار مثلاً يحتذى.. الرجل لم يقتل قتيلا بل أنجز الكثير ولذلك أدعو لتكريمه وليس نسيانه.. وزى ما اتفقنا، الرزق على الله والأرض على المشاع!