هل تمنيت في وقت ما أن يتصل بك أحد الأشخاص فتفاجئ بأنه قد أتصل بك في نفس الوقت
هل كنت تردد أغنية في بالك وتفاجئ بأن من معك يغنيها بصوت عالي، أو تأتى بعد ذلك في المذياع.
هل كنت تريد أن تقول شئ ما، وقد سبقك من يجلس معك بقولها قبلك
أو في نفس التوقيت.
هل كنت تحب شخصا ما وتكن له مشاعر الحب وفوجئت به أيضا يبادلك نفس الشعور ويفكر فيك في نفس اللحظة.
هل شعرت بخطر ما يوما أو خير قادم وفوجئت به يحدث بالفعل.
انه توارد الخواطر أو كما يطلقون عليه العلماء "التخاطر" أو "التليباثي- Telepathy " أو "التبصر"، وهو احد علوم الطاقة والمسئول عنها المخ.
"التخاطر" هو ظاهرة روحية في الكائنات الحية عامة، وتتجلى في الإنسان خاصة.
يتم "التخاطر" من خلال التواصل بين الأذهان أو كما يعرفه القدامى "عمل ذهن شخص على ذهن شخص آخر عن بعد من خلال تأثير عاطفي بدون الاتصال بالحواس ".
وهذا التواصل الذهني يشمل الأفكار والأحاسيس والمشاعر، ويشمل أيضا التخيلات الذهنية.
فان بعض المجتمعات البدائية مثل قبائل "الأبوريجينـز" باستراليا، يعتبرون "التخاطر" موهبة أو ملكة بشرية طبيعية تنتشر بينهم دون استغراب بينهم.
إن "التخاطر" هو استقبال للطاقة الصادرة من عقل شخصا ما وتحليلها في عقل المستقبل ,حيث يدرك ويترجم أفكار الآخرين حتى وان كان غير ملتفت لهذه العملية الحسية التي يستقبلها، فهي عملية إرسال واستقبال أشبه بنقل الملفات التي تحدث بين الأجهزة التي تدعم الخاصية المعروفة بنقل البيانات عبر "البلوتوث" ولكن لا تقيد عملية التخاطر بمدى ومسافة معينة بل يمكن أن يتم "التخاطر" بينك وبين رائد فضاء على سطح المريخ ألان، فهي عملية ينطبق عليها عناصر الاتصال "مرسل، ومستقبل".
الإسلام اقر بظاهرة "التخاطر"
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه له جيش يقاتل المشركين، وكان قائد الجيش حينئذ "سارية الجبل".
وقف عمر ليخطب خطبة الجمعة في المسجد، وفجأه توقف عن الخطبة ليقول بصوت عال "يا سارية .. إلزم الجبل"
يقول "ساريه" رضوان الله عليه أنه عندما كان منشغل بمطاردة الأعداء
سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل، وبالفعل نفذ القائد ما أمر به عن بعد، حتى ظن الأعداء أنهم تقهقروا، ثم انهزموا فتبعوهم في مطاردة تبعدهم عن الجبل المعتصمين به فيطبقوا عليهم من خلفهم بالفرسان فيبيدوهم، وقد حدث.
وليس هذا بغريب عن عمر رضي الله عنه ذو الروح الشفافة والتبصر الشديدين.
إذا كيف ترسل أفكارك للأشخاص الآخرين، وما هي العوامل المساعدة لذلك؟
يؤكد علماء "الباراسيكولوجي" إن عملية التخاطر، أو التبصر لها عدة عوامل مساعدة لكي تتم بنجاح مثل هدوء الأعصاب صفاء الذهن عدم الغضب والاعتقاد التام بنجاح الاتصال العقلي والروحي بينك وبين من تريد تخاطره، شرط محبة هذه الشخص، أو كرهك الشديد منه، او الخوف منه أيضا.