طريق طويل وحركات أقدام مسرعة نحو سراب استقر فى نهاية الطريق الذى تناثرت على جانبيه لافتات اقتراب "صحراء بيضاء" تضم بين تفاصيلها عالم آخر لا يعرفه الكثيرون، نظموا أنفاسهم وانطلقوا فى صفوف متوازية لا يكسرها سوى الوقوف لالتقاط الأنفاس بين ساعة وأخرى، قبل أن تعود مسيرة "العجل" للاستمرار فى رحلة تنشيط السياحة بطريقة مختلفة بالعجل للمرة الأولى فى مصر، وخاصة بعد تدهور السياحة بشمل عام وفى المناطق الغربية بشكل خاص وهو ما دفع فريق "ويلرز" للانطلاق على الدراجات لإنقاذ سياحة مصر الداخلية بقطع آلاف الكيلو مترات على البسكلتة.

الرحلة الشاقة التى خرقت جزءا من حاجز العزلة الذى تعيشه "الصحراء البيضاء"، لم تكن هى رحلتهم الأولى من نوعها بعد عدة سنوات من الترحال على العجل لتنشيط السياحة وجمع التبرعات الخيرية، إلى جانب الهدف الرئيسى من فكرة "ويلرز" وهى كسر قيود الزحام الذى يزداد يوماً بعد آخر والتجول بالعجلة وهى الفكرة التى بدأها "محمد نهاد" صاحب المبادرة التى بدأت منذ عدة سنوات، عندما قرر "نهاد" الاستغناء عن المواصلات بشراء عجلة أخترق بها زحام السيارات، متسللاً برشاقة بين تكدس السيارات ثم تحولت من فكرة إلى فريق ثم إلى أسلوب حياة يحاول نهاد تعميمه على مستوى مصر.
"
الفكرة بدأت كرياضة" هكذا بدأ "نهاد" حديثه لليوم السابع عن فكرة فريق "ويلرز للدراجات" الذى بدأ بفكرة وانتهى بأحدث المبادرات المصرية الجريئة لتنشيط السياحة، ويتحدث نهاد عن تفاصيل الفكرة قائلاً: بدأت بالتدريب على قيادة العجلة التى يجب ممارستها أولاً قبل التفكير فى قطع مسافات طويلة، وهو ما حدث بالفعل قبل أن أقرر الاعتماد التام على العجلة التى قلصت مشوارى من 3 ساعات يومياً إلى 35 دقيقة فى أوقات الذروة.

"الفكرة تستحق التعميم" هكذا اكتشف "نهاد" المهندس الذى يقطع يومياً طريقه من المعادى إلى المهندسين بالعجلة، قبل أن ينضم لمسابقات عالمية فى سباقات العجل، حصل فيها على أعلى المراكز، ليؤسس المبادرة التى تجاوزت الرياضة إلى العمل الخيرى ثم تشيط السياحة بالسفر على العجل لمسافات طويلة داخل وخارج مصر، بدأها الفريق بالسفر للواحات كما يستعد للسفر إلى البيترا فى الأردن مروراً بسيناء التى سيتوقف فيها الفريق لتغيير صورة الإرهاب ورفع شعار "مصر لسه آمان".


img src="http://img.youm7.com/images/issuehtm/images/youm/dfdddd/1 (1).jpg" />