اشترت عالية ابراهيم، ربة منزل، وجبة غذائية من مبادرة "كون وجبتك" التي طرحتها وزارة التموين في المجمعات الاستهلاكية بداية من أمس الأحد، وكان هذا كفيلا بعودتها في اليوم التالي إلى المجمع وشراء وجبة أخرى. "اشتريت نصف كيلو لحمة مجمد ونصف كيلو كوسة وكيلو رز ونصف كيلو بصل وبرتقالتان بـ 30 جنيه فقط"، هكذا تصف عالية الوجبة التي حصلت عليها من المجمع الاستهلاكي القريب من منطقة ميت عقبة. تعيش عالية مع ابنتها وابنها وهي مطلقة وتحصل على معاش والدها المتوفي البالغ 500 جنيه، "الوجبة بالنسبة لي موفرة جدا، لأن هذه الأسعار غير موجودة بره، وخاصة اللحمة حيث أنها جودتها عالية". كانت وزارة التموين قد بدأت أمس الأحد في طرح وجبات متكاملة ومتنوعة يوميا لـ4 أفراد بقيمة 30 جنيها في فروع المجمعات الاستهلاكية، وتتضمن تلك الوجبات بروتينات ونشويات وخضار وصلصة ومسلى وفاكهة. وتقول عالية "من حقي الحصول على وجبتين في اليوم وعلي الاختيار ما بين وجبة السمك أو اللحم أو الفراخ". أمام المجمع الاستهلاكي المركزي بشارع أحمد عرابي بالمهندسين، كان عشرات السيدات والرجال ينتظرون موعد فتح المجمع للحصول على تلك الوجبات. عشرات الاستفسارات والتساؤلات وجهها المواطنون لمسؤولي المجمع عن سعر الوجبات ومكوناتها وموعد فتح المجمع للحصول عليها. في جانب أمام المجمع وقفت سامية علي، تشرح لصديقتها كيف تركت أبناءها في المدرسة في بشتيل وذهبت إلى المهندسين لتحصل على وجبة. تقول سامية "علمت بهذه الوجبات من التلفزيون، ولأن منطقة بشتيل ليس بها مجمع استهلاكي اضطررت للذهاب للمهندسين مع مجموعة من الجيران للتعرف على محتوى هذه الوجبات ومقارنته بالأسعار في السوق العادي". دفعت سامية 1.5 جنيه ثمن أجرة الميكروباص للذهاب للمهندسين، "سأدفع مثلهم عند العودة وهي كلها مصروفات سأضيفها إلى سعر الوجبة التي سأحصل عليها". علمت سامية من أصدقاءها أنه سيكون هناك وجبة بها كيلو واحد من السمك بسعر 16 جنيها، "هذا السعر مرتفع جدا، في السوق المجاور لي الكيلو بـ 13 جنيها وطازج وليس مجمد". ستخضع سامية وصديقاتها كل محتويات الوجبة للمقارنة "لابد من التأكد من أن الوجبة جيدة والمنتجات طازة وخاصة اللحوم". وأعلنت وزارة التموين أن الوجبات تنقسم إلى فرخة كاملة وكيلو أرز وخضار وطماطم وصلصة ومسلي، وثانية تحتوى على لحم مجمد وكيلو أرز وكيلو خضار وكيلو طماطم وسلط، وأخرى تتضمن كيلو سمك ماكريل وكيلو أرز وخضار سلطة. وهناك أيضا وجبة بها لحم مفروم وكيلو أرز وكيلو خضار وطبق سلطة وصلصة وأخرى تحتوي على كبدة شرائح ومكرونة وصلصة وسلطة. وتختلف الوجبات من مجمع استهلاكي لآخر، حيث تقدم فروع المجمعات الاستهلاكية الثلاث الأهرام والنيل والإسكندرية، وجبات مختلفة عن تلك المقدمة من شركتى الجملة المصرية والعامة. مها محمود، موظفة، تقول إن الوجبة جيدة ولكن أسعار الخضروات كما هي في السوق العادي. اشترت مها الوجبة المكونة من نصف كيلو لحم وأرز وبصل وكوسة وبرتقال، وتقول "عندما طلبت تبديل البرتقال بيوسفندي كان الرد: عليكي أن تدفعي جنيهين زيادة لأنه ليس ضمن العرض". وتضيف مها "كيلو الكوسة بـ 6 أو 7 جنيهات في السوق ونصف الكيلو في الوجبة يساوي 3.5 جنيه، كما أنني حصلت على 5 حبات طماطم بـ 2.5 جنيه وهو نفس السعر الذي تباع به في السوق". وقالت "الوجبة التي اشتريتها كانت كافية لأسرتنا المكونة من 6 أفراد وهو أمر جيد جدا". وتأمل مها أن تستمر هذه المبادرة لأيام كثيرة وتقول "اضطررت أن آتي من أرض اللواء للمهندسين لأوفر بعض الجنيهات بعدما سمعت عن الوجبة". وقال محمود دياب، المتحدث باسم وزارة التموين، لأصوات مصرية، إن "هذه المبادرة قد تمتد لـ 6 أشهر قادمة حتى تستقر الأسعار في الأسواق". وأضاف لا توجد تكلفة إضافية تحملتها الوزارة كل ما حدث أننا خفضنا هامش ربح المجمعات الاستهلاكية فمثلا بدلا من يحصل المجمع على ربح 10 قروش في كيلو الخضروات سيحصل على 3 قروش فقط. وأوضح دياب أن الوزارة تعاقدت على المنتجات التي تقدمها من خلال مُنتج السلعة نفسه وليس من خلال تاجر جملة أو تجزئة، مما خفض من تكلفتها. وقال "الأسعار التي يشتري بها المواطن العادي مختلف المنتجات من السوق تصل له بعد أن تكون قد مرت على الفلاح ثم تاجر الجملة ثم تاجر التجزئة وخلال هذه الدورة تضاف إليها مصروفات الشحن". وأشار إلى أن منتجات اللحوم التي توزع على المجمعات الاستهلاكية تم استيراد ماشيتها حية من السودان وإثيوبيا واستراليا ثم تم ذبحها في مصر وهي لحوم مبردة. أما الفراخ، فإن جزء منها مجمد ومستورد والجزء الأخر تم التعاقد عليه مع إحدى الشركات المصرية لتوريد 10 آلاف فرخة خلال الفترة المقبلة. وقال دياب إن المنتجات التي تطرحها الوزارة كلها من انتاج الشركة القابضة للصناعات الغذائية وليس لها علاقة بالمنتجات التي يطرحها الجيش.