أهم الأراء
عدلى منصور.. انتى بتشتغلى إيه؟!
فى زمن الرحرحة.. تسمع الكلام الخائب عن التوافق والمصالحة وسماح يا أهل السماح.. ومعلهش النوبة دى.. ويا بخت من قدر وعفى.. و.. بات مغلوب ولا تبات غالب..! وزمان.. تعاملت ثورة يوليو بصرامة مع رجال العهد البائد والفلول الملكية.. قدمتهم لمحكمة الثورة التى عزلتهم سياسياً قبل مصادرة أموالهم لصالح الشعب.. فانعدلت الأحوال مبكراً، واتجه الناس للشغل والإنتاج. وفى ثورات أخرى.. لا يرأس جمهوريتها المؤقتة عدلى منصور.. ولا يتولى حكومتها الانتقالية حازم الببلاوى.. تبدأ الدولة بالملف السياسى.. تفتحه وتحقق فيه وتحاسب المتهمين بالفساد والإفساد.. أما الملف القضائى فهو متشعب ودقيق ويحتاج لسنوات من التحقيق والتمحيص والدراسة والمتابعة والمرافعة والاستئناف.. وغالباً ما تؤجله الثورة لبعدين.. لما بعد المواجهة السياسية العاجلة بحكم أنها ثورة. نحن نعيش الآن حالة الرحرحة لأن الدولة ليس لها كبير.. ورئيس جمهوريتها مؤقت.. ورئيس الحكومة انتقالى تكنوقراط لا يجيد السياسة.. فمن يجرؤ بذمتك على اتخاذ القرار الثورى والمطلب الجماهيرى بإحالة عصابة مرسى لمحكمة الثورة تحاسبهم وتقتص منهم، وقد حاولوا بيع البلاد وتربحوا من قطر وحماس وتركيا وغيرها.. والمحكمة تحاسبهم سياسياً خلال أسبوعين أو ثلاثة.. ثم تصدر بحقهم الأحكام.. ليهدأ الشارع.. وتبدأ مرحلة الشغل والعمل. المشكلة أن عدلى منصور موظف عام مربوط على درجة رئيس الجمهورية.. ينتظر التوجيهات لينفذها بدقة وصرامة.. هو يدرك أن وجوده مؤقت.. لا يستطيع اتخاذ قرارات ثورية لم تأخذها الثورة أصلاً.. وقائد ثورة 30 يونيو الفريق أول عبدالفتاح السيسى لم يعط التوجيهات لأسباب كثيرة.. فتاهت المسؤولية ودخلنا مرحلة التخبط والتوهان.. وسوف يحدث مع قادة الإخوان ما حدث مع مبارك ورجاله.. وسوف تظل القضية أمام المحاكم لسنوات.. وسوف ينجح فريق المحامين فى تفنيد أدلة الثبوت.. ولا تستبعد والله أن يحصل مرسى ورفاقه على البراءة فيخرجوا يرفعون شعار الشرعية والطهارة ونظافة اليد..! العزل السياسى - وليس المصالحة - هو شعار المرحلة إذن.. ويتفق تماماً مع شريعة الثورة.. بشرط أن يكون عزلاً حقيقياً.. يمنعون بموجبه من ممارسة النشاط العام.. وأن يعامل قادتهم بالسجون بصرامة.. وليس كما تقوم به الحكومة الآن مع أباطرة الإخوان.. الذين يقيمون فى سجون سياحية خمس نجوم.. يتمتعون بالجرائد والمية الساقعة والسخنة.. ولا مانع من الموبايل أحياناً يوجهون صبيانهم خارج السجون لإحداث الفرقة والفتنة وإحداث الوقيعة بين أبناء الوطن الواحد..! العزل السياسى مقصود به اتقاء شرور هذه الجماعة التى تصر على الهدف الواضح والأكيد بعرقلة المسيرة وتأخر البلاد التى تحاول أن تقف على قدميها فلا تستطيع بفضل فلوسهم وتحركاتهم وراء ستار.. وأقطع ذراعى أنهم فى مأمنهم بالسجون يقومون بقيادة تحركات الفتنة والاغتيال! إن وجع القلب وحالة اللخبطة التى يعيشها المجتمع الآن.. والتسيب الصارخ على جميع المستويات له تفسير واحد هو غياب محكمة الثورة التى تأخذ حقوق المجتمع فى التو واللحظة.. بدلاً من حالة الرحرحة غير المسبوقة التى يعيشها الناس.. تسمع فيها الكلام الخائب والمناقشات البيزنطية من الجميع.. الوزراء والمسؤولين والنخبة الحاكمة والمعارضة.. فلا تشعر أبداً بالأزمة الاقتصادية تكاد تعصف بالبلاد.. لولا المعونات والمنح والقروض الفلكية.. والخيبة أننا نتصرف كما لو كان الواحد منا نجيب ساويرس شخصياً.. فنصرف ما فى الجيب ونقعد بجوار التليفزيون.. ونبحث ونستعيد حتى الصباح شريط رش المية على اليوتيوب.. وفاصل الردح الذى قدمه باقتدار سيادة المستشار..!! وتبحث عن مسؤول أو كبير تتجه إليه بالعتاب.. فلا تجد أمامك سوى الرئيس الحائر عدلى منصور الذى لا أجد ما أقوله له أفضل مما قالته مارى منيب لعادل خيرى: انتى بتشتغلى إيه؟!