أهم الأراء
مينا دانيال
الرسائل لا تتوقف حول تخليد ذكرى شهداء الثورة بإطلاق أسمائهم على معالم المدن من شوارع وميادين ومدارس لكن رسالة منهم أحزنتنى كثيراً فقد ذكر كاتبها فى غضب أننا فى خضم إحياء ذكرى الشهداء من شباب الثورة نسينا، أو تناسينا، أو تجاهلنا أحد أبرز الشهداء الأبرار من أبناء الوطن وهو المسيحى مينا دانيال. لقد تفضل محافظ القاهرة مشكوراً بإطلاق أسماء محمد الجندى و«جيكا» و«كريستى» على بعض شوارع العاصمة فى أحياء عابدين والمعادى الجديدة، كما تم إطلاق أسماء شهداء الشرطة على ثلاث مدارس، وطالبت والدة الشهيد محمد الجندى بإطلاق اسمه على الشارع، الذى يقع فيه بيته فى طنطا، لكننا لم نسمع أن اسم مينا قد أطلق على أى معلم من معالم المدينة. لقد كان مينا باستشهاده وسط زملائه من المسلمين مثالاً لذلك الالتحام الوطنى العظيم، الذى شهدناه فى بداية الثورة عام 2011 بين المسلمين والمسيحيين حين كان المتظاهرون المسيحيون يحمون إخوانهم المسلمين وهم يصلون فى الميدان، وكان الشباب من الجانبين يرفعون القرآن والصليب وأثناء تظاهرهم. كان ذلك هو الوجه الحقيقى للثورة قبل أن يختطفها الإخوان، ويظهروا وجههم المتعصب القبيح، الذى انتهى بسحل وقتل أتباع دينهم نفسه من الشيعة. لقد استشهد مينا إبراهيم دانيال يوم 9 أكتوبر 2011 برصاصة فى صدره أثناء تظاهره مع زملائه المسلمين أمام مبنى التليفزيون بماسبيرو ضد هدم كنيسة المريناب، كان شاباً مصرياً نحيلاً ذا شعر طويل وابتسامة عريضة تحتل المساحة الأكبر من وجهه الأسمر، الذى يحمل ملامح أهل آبائه وأجداده فى أسيوط. بدأت المظاهرات سلمية، وأذكر أننى حين ذهبت إلى ماسبيرو آنذاك كان عدد المسلمين أكبر من المسيحيين، وقد جاءوا جميعاً ليعبروا عن رفضهم مسلسل هدم وحرق الكنائس، الذى كان لايزال فى بدايته. لم أشهد فى مساء ذلك اليوم أى مظاهر عنف، بل مناقشات وهتافات إلى أن وصلنى فى اليوم التالى خبر استشهاد ذلك الشاب المصرى الأصيل، الذى شاهدته يجلس مبتسماً على الرصيف فى الليلة السابقة وسط زملائه المسلمين. كم نحتاج هذه الأيام إلى تخليد ذكرى مينا دانيال. [email protected]