أهم الأراء
عفواً.. ثم عفواً.. ملعون «أبوالأطراف الأخرى»!
هل قرأت مذكرات ونستون تشرشل التى ترجمها أستاذى محمود عبدالمنعم مراد. إذن.. لقد فاتك كتاب تاريخى أدبى يحكى قصة أخطر فترة فى تاريخ العالم وهى الحرب العالمية الثانية من سبتمبر 1939 إلى 1945 كتبها تشرشل بطريقته المعروفة عنه وهى منتهى الصراحة والصدق.. وبأسلوب أدبى رائع! لماذا أقول هذا الكلام اليوم؟ - لأن تشرشل حينما تحالف مع ستالين خلال الحرب العالمية الثانية ثار عليه مجلس العموم بل ومجلس اللوردات أيضاً.. كيف نتحالف مع قمة الديكتاتورية الملحدة التى لا تعترف بحقوق الإنسان ونحن - بريطانيا - نحن رواد الديمقراطية والحرية ومراعاة حقوق الإنسان فى العالم كله بمن فيه أمريكا نفسها؟ ورد تشرشل على كل هذه الثورة العارمة الجارفة من البرلمان بمجلسيه.. رد بجملة واحدة أسكتت الجميع قال: من أجل أن أنتصر.. مستعد أن أتحالف مع الشيطان. ومما يذكره التاريخ أن الوحيد الذى استقبله ونستون تشرشل فى المطار هو ستالين.. ولولا أن بريطانيا فى أشد الظروف تتمسك بالتقاليد والأعراف والدستور والقانون.. لكان فى استقبال ستالين الملكة فيكتوريا ملكة بريطانيا العظمى فى ذلك الوقت.. ملكة نصف الأرض التى لا تغيب عنها الشمس طوال 24 ساعة من كندا إلى أستراليا مروراً بمصر والهند. ■ ■ ■ أكتب هذا اليوم بمناسبة أكبر «خبطة سياسية دبلوماسية لهذه الفترة الانتقالية التى أتمنى أن تطول وهى هذا «التقارب» المفاجئ مع روسيا الاتحادية، الذى أتمنى أن يتحول كما فعل تشرشل إلى «تحالف» وإخاء.. لا مجرد اتفاقيات مؤقتة لها وقتها المحدد. لذا لم يعجبنى تصريحات الرئاسة الأخيرة التى ترددت مرتين.. وهى أن مصر ما بعد 30 يونيو حريصة على الانفتاح فى العلاقات الخارجية، وعلى أن تكون لديها علاقات ثنائية قوية مع جميع الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى بما فى ذلك روسيا الاتحادية. بل أكثر من هذا.. القول بأن علاقاتنا مع روسيا لن تكون على حساب علاقتنا مع «أطراف أخرى». ■ ■ ■ سيدى.. مع كامل حبى وتقديرى وتأييدى لكل خطواتكم الموفقة.. إلا أننى أرجو أن تسمح لى أن أقول «ملعون» أبو هذه الأطراف الأخرى التى تقف مع العدو الداخلى اللدود.. الأطراف الأخرى التى لا عهد لها ولا كلمة ولا شرف لها. الأطراف الأخرى التى تدَّعى أنها تحارب الإرهاب وتقف مع الإرهاب ضد مصر.. الأطراف الأخرى التى تظن أن «حفنة دولارات لا قيمة لها» تؤثر على مصر وشعب مصر ورغيف عيش المصريين! الله يرحم عام 1950 خلال حرب كوريا حينما تسولت أمريكا أن نرسل فرقة جيش مصغرة إلى كوريا مثل معظم دول العالم.. ولكن مصطفى النحاس رفض معلنا الحياد الإيجابى بين الكتلتين الأعظم، ثم تسول السفير الأمريكى سفينة قمح للجيش الأمريكى فى كوريا وسيدفعون ضعف ثمنها وكان رد النحاس الرفض حتى لو دفعوا عشرة أضعاف الثمن. ستعود هذه الأيام - إن شاء الله - مع أبنائنا وأحفادنا بإذن الله.. سنعود أسياد العالم.. الجنيه المصرى أغلى عملة فى العالم.. أغلى من الجنيه الذهب نفسه.. ستعود هذه الأيام بإذن الله.. بعد أن نتخلص من أعداء الداخل والخارج. ■ ■ ■ ثم نحن لا ننسى ما فعله السياسى البارع فلاديمير بوتين حينما زاره المخلوع محمد مرسى الذى ظن أنه جمال عبدالناصر.. سافر المخلوع وفى حقيبته عدد غير قليل من الطلبات.. فأخذه بوتين من باب الطائرة المصرية فى مطار موسكو إلى باب طائرة أخرى ليطير إلى ساحل البحر الأسود! بعيداً عن موسكو «العاصمة».. وتحت الشمسية! أهلاً وسهلاً عاوزين إيه؟ متأسفين.. نحن لا نتعامل بالدولار.. لنا عملتنا المحلية.. مع السلامة!! بالمناسبة.. قولوا لى.. ما الذى استفادته مصر من الزيارات المكوكية للمخلوع.. اذكروا لى شيئاً واحداً! وهذه تهمة أخرى!