منذ اندلاع ثورة 25 يناير والمصريين لا يكفوا عن إطلاق المسيرات والمظاهرات في البداية كان الهدف تغير مصر والحصول على مستقبل أفضل لأولادنا ، ولكن مع مرور الوقت أصبحت المظاهرات " مزاج" فأصبح المصريين من هواه نزول المظاهرات والتجمعات ، والغريب في الأمر أن ازدحام المظاهرات لا يثير ضيق المصريين على العكس يشعرهم بالسعادة، وهذا على عكس شعورهم من ازدحام المواصلات العامة أو مترو الأنفاق فهم دائما يبدون غضبهم من هذا الازدحام .. فما السبب وراء شعور المصريين بالسعادة أثناء المظاهرات؟ الأمر في منتهي البساطة فسره علماء من جامعات ساسكس وسانت أندروز وليدز الذين شكلوا فريق بحث مشتركا تناول تباين وجهه نظر الناس في الازدحام ومدى تأثيره على شعورهم بالسعادة .
أقرا أيضا : كَفُّ عن مطاردة الشهداء واحتفل بمرحاضك !
فقام العلماء بزيارة موقعين يشهدان ازدحاما في أوقات محددة، الأول على ساحل برايتون في نيويورك، حيث احتشد 25 ألف شخص في فعالية ثقافية، والآخر مسيرة شارك فيها 7000 شخصٍ مناهضين لإدخال تعديلات على الرعاية الصحية في بريطانيا، وتم استطلاع آراء 48 شخصا و112 شخصًا من الفعاليتين على التوالي. سعى فريق العلماء لمعرفة شعور المشارك في هذه الفعاليات وسط الازدحام، ونظرته لنفسه في هذه الحالة وما إذا كان ينتابه الإحساس بالملل، فخلص إلى أن الأماكن المزدحمة تجذب الإنسان شريطة ألا يشعر أن المكان مزدحم لدرجة تقييد حريته، لأن أي شخص بحاجة إلى مجال خاص به يتحرك فيه بحرية.
لكن هذه الحاجة تقل في حال شعر الإنسان أنه جزء من الجمهور المحتشد، ويجمعه به أكثر من قاسم مشترك يدفعه للتواجد في زمن محدد ومكان محدد، ففي هذه الحالة فقط لا ينظر إلى من حوله، مهما كانوا على مسافة قريبة منه، على أنهم اقتحموا مجاله الخاص.