Alborsagia.com البورصجية نيوز

الأثنين 21 ديسمبر 2015
أخر خبر
مصر تفوز بعضوية مجلس المنظمة الدولية للطيران المدنى " الإيكاو " - رئيس الوزراء يصدر قرارا بالتجديد لشحات الغتوري رئيسا لمصلحة الجمارك لمدة عام - 10 شركات ناشئة بمبادرة رواد النيل تشارك في الملتقى الـ 14 لصناعة الإبداع - مصر تفوز بمقعد نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمنظمة الدولية للطيران المدني - الفريق محمد عباس : حريصون على تعزيز التعاون مع المنظمة الدولية للطيران المدنى - وزير الطيران يبحث مع رئيس المجلس الدولي للمطارات وأمين عام المفوضية الإفريقية للطيران سب - مصر للطيران تعلن أسعار تذاكر عمرة المولد النبوى الشريف لموسم 1444 هـ -2022م - وزير الطيران يلتقى وزير المواصلات القطري لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين فى مجال النقل - الداخلية تضبط 1534 قضية تموينية خلال 24 ساعة - وزير قطاع الأعمال العام يتفقد عددًا من الشركات التابعة بالإسكندرية - وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تلتقي المديرة الإقليمية للتنمية البشرية بالبنك الدولي - «الصقر»: فيريرا يوافق على ضم الصاعد يوسف حسن - حبس أشهر «ديلر» لترويج الحشيش بالتجمع الخامس - مدبولى عن تطوير محور 26 يوليو: نحرص على التخطيط لاستيعاب تزايد الحركة - الفريق أسامة ربيع يتابع حصاد الأحواض المستزرعة وحصاد 42 طن جمبري منذ بداية الشهر الجاري -

أهم الأراء

الأوبرا.. والفن.. والتنوير

طباعة

كنت حريصاً على متابعة الكثير من وقائع مهرجان الموسيقى العربية الثانى والعشرين، والذى أهدته الأوبرا إلى روح الفقيدة الفنانة التى أسست دار الأوبرا – فى صورتها الحديثة – منذ أتم اليابانيون بناءها وإهداءها إلى مصر، وكانوا حريصين على أن تسمى «مركز الفنون» وليست دارا للأوبرا، ولكن العرف جرى على تسميتها دار الأوبرا، وأصبح الجميع يعرفها بهذا الاسم المحبب إلى قلوبنا، والذى يجعلنا نقارن بين الأوبرا فى باريس وفى فيينا وفى القاهرة. رأست الفقيدة الفنانة رتيبة الحفنى دار الأوبرا منذ إنشائها عام 1988، وأسست فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية وكثيرا من الأعمال والمؤسسات الفنية الأخرى. وفى عهدها قدمت الأوبرا كثيراً من الأوبرات العالمية لعل أهمها وأبرزها أوبرا عايدة. وفى يوم السادس من نوفمبر الماضى بدأ مهرجان الموسيقى العربية بحفل أحيته – بعد كلمات التكريم – الفنانة السورية أصالة، وكانت رائعة كعادتها، رغم أنها قدمت أعمالاً لعدد من الفنانين الكبار، ولم تقتصر على تقديم بعض أغانى سيدة الغناء العربى أم كلثوم. وأحب أن أقول بغير مجاملة إن السيدة الفنانة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمركز الثقافى القومى – كما يحب اليابانيون أن يطلقوا عليه – والذى هو دار الأوبرا كما نحب نحن المصريين أن نقول – ترأس دار الأوبرا الآن الفنانة القديرة المستنيرة الواسعة الأفق والثقافة أ.د. إيناس عبد الدايم، والتى لم يقتصر عطاؤها على تنظيم هذا المهرجان العروبى الجميل، والذى التقى فيه الجمهور المصرى بقمم فنية عربية إذ يكفى أن يذكر أسماء أصالة ولطفى بشناق وصفوان بهلوان الذى سمعته وهو يغرد وأغمضت عينى، وكنت كأنى أسمع محمد عبدالوهاب نفسه. وحرصت بعد الحفلة أن أذهب إلى صفوان وأحييه وأعده أن نتقابل قريباً ومعنا المايسترو القدير سليم سحاب على عشاء قريب. وأرجو أن أجد فى وقتى ما يمكننى من ذلك إن شاء الله. الذى أريد أن أقوله فى هذه المناسبة إن الفن الأصيل الجميل هو إحدى بوابات الاستنارة والتنوير. عندما أظلمت كل جوانب الحياة فى مصر فى فترة ماضية – قبل ثورة 30 يونيو – وجاء رجل لا صلة له بالثقافة ولا بالفن تعطلت دار الأوبرا، وأقيلت إيناس عبدالدايم وغيرها من أركان وزارة الثقافة. ولكن شعب مصر العظيم الذى عاصر التاريخ الإنسانى منذ فجر هذا التاريخ، والذى عرف الفن وعرف التوحيد وعرف العلم قبل أمم أخرى بقرون وقرون انطلق وأزاح هذا الظلام وأعاد إلى مصر النور والأمل. وتولى وزارة الثقافة الصديق الأستاذ الدكتور المثقف صابر عرب، وعادت أمور الفن والتنوير فى دار الأوبرا إلى مجراها من جديد، وعادت إلى بيتها الفنى الفنانة القديرة د. إيناس عبدالدايم لكى تواصل عطاءها فى دعم الفنون ودعم التنوير والاستنارة. وإذا كنت قد ذكرت الصديق الدكتور صابر، والصديقة الدكتورة إيناس فلابد من أن نذكر بكل تقدير السيدة جيهان مرسى مديرة مهرجان الموسيقى العربية وتلميذة الدكتورة رتيبة الحفنى، والتى يبدو أنها تنطوى لها على تقدير شديد، تستحقه الفقيدة العزيزة من غير شك، ومن حق السيدة جيهان مرسى أن أعيد هنا بعض العبارات الجميلة والمعبرة التى قالتها عن رتيبة الحفنى: «عشنا معاً سنوات طويلة، تخطينا فيها تحديات وصعوبات، تجاوزنا محطات ومشاكل تُسقط جبالاً، لكننا تجاوزنا كل هذا بالصبر وإيجاد البدائل أحياناً فى أوقات لا تصلح فيها بدائل، إلا أنها كانت نوعاً آخر من البشر ؛ بقدرتها على التحدى.. ضحكنا كثيراً وبكينا أيضاً كثيراً أمام أمور لا علاقة لها بالعمل، وهذا هو الجانب الإنسانى الذى جمعنى بها بعيداً عن العمل». الذى يعنينى أن أقوله هو أن التربية الفنية هى باب أساسى من أبواب الاستنارة والتنوير، وأنه لا تحضّر ولا تقدم بدون الاستنارة والتنوير. إننا فى عالم يعيش فى زمن «ثورة المعلومات» وليس فى عالم الجهالة والظلام. والفن الأصيل هو جزء أساسى من ثورة المعلومات لأنه جزء أصيل من بنيان الإنسان السويّ والمجتمع السليم. إن منظر قاعة الأوبرا وهى تغص بالمشاهدين، والتى كان الحصول على مقعد واحد فيها أثناء المهرجان أمراً عسيراً له دلالة على وعى هذا الشعب من غير شك. كذلك فإننى أريد أن أشيد بطريقة الملبس عند الغالبية العظمى من السيدات اللاتى يدركن أن الإسلام ليس بالشكليات والنقاب. حتى الحجاب فيه كلام كثير. توشك الأوبرا أن تكون المكان الوحيد الذى ترى فيه أغلب الرؤوس كاشفة وأغلب الوجوه جميلة مقبلة على الفن الأصيل الجميل. شعب مصر العظيم الذى فجر ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو فى عامين متتاليين لن يموت. قد يمر بظروف قاسية وصعبة ولكنه سيجتازها بعون الله وبمقدرة هذا الشعب العريق العظيم.

إرسل لصديق

تعليقات فيسبوك