أهم الأراء
متى نستفيد من تجارب مكافحة البطالة؟
البطالة هي عدم توافر فرص للعمل لأفراد في المجتمع قادرين على العمل و طرقوا كل السبل للبحث عن العمل ولم تمنح لهم فرصة للعمل لأسبابٍ كثيرة . ان البطالة تعد مشكلة اجتماعية وإقتصادية يترتب عليها آثار سلبية على الفرد وعلى المجتمع. وفقا لتعريف منظمة العمل الدولية، الفرد العاطل هو " كل من هو قادر على العمل و راغب فيه، و يبحث عنه، و يقبله عند مسنوى لأجر السائد، ولكن دونى جدوى " .. هكذا الشخص العاطل يجب أن يكون لديه القدرة على العمل و البحث عن عمل ولم يجد ذلك.
تشمل البطالة أيضا حديثي التخرج الذين لم يجدوا فرص عمل بسبب عدم توفر خبرة لديهم و كذلك الذين تركوا اعمالهم السابقة لأي سبب من الأسباب ولم يجدوا عمل جديد.
و ينتج عن البطالة اثار اقتصادية و اجتماعية. فمن الاثار الاقتصادية الهدر الكبير في الموارد البشرية الإنتاجية غير المستغلة و انخفاض مستوى الدخل الشخصي و انخفاض القوة الشرائية وانخفاض الانفاق الاستهلاكي وانخفاض حجم الادخار وما قد ينتج عن ذلك من كساد وفائض في الناتج الكلي للاقتصاد. و تشمل الاثار الاجتماعية على انخفاض التقدير الشخصي للعاطل عن العمل وارتفاع معدلات الجريمة.
بعض الدول الغربية نجحت الى حد كبير في ايجاد حلول عملية لمشكلة البطالة. على سبيل المثال، ألمانيا كانت تعاني من وجود 2.6 مليون عاطل عام 1999 ثم قامت بترشيد الإنفاق الحكومي وإصلاح النظام الضريبي على أرباح الشركات وتخفيض تكلفة التأمينات. أدى ذلك الى تشجيع أصحاب الأعمال على توظيف العمالة وإزالة القيود على المشروعات الجديدة وزيادة الحوافز على تأسيسها وتشجيع إقامة شركات التوظيف التي تعمل على التنسيق مع أصحاب الأعمال وزيادة إعانات البطالة للعاطلين في حالة التحاقهم بالبرامج التدريبية التي تنظمها .
أما الهند فقد اهتمت بتطوير التعليم الفني و إنشاء معاهد التدريب الصناعي وتنمية مهارات القوى العاملة. و بذلك أهلت العمالة بالمهارات التى يحتاجها سوق العمل.
كما قامت بلجيكا بتوفير وظائف مؤقتة خلال ستة اشهر من التخرج للمؤهلات المتوسطة ووضع برنامج للتوظيف يشمل جميع العاطلين وتحقيق التوافق بين الوظائف الخالية والعمالة المعروضة في سوق العمل. أما نيوزلندا فتعطي الأولوية لكبار السن والمتزوجين وإلحاقهم في البرنامج التدريبي الذي تدعمه .
و لعل أبرز الحلول التى يحتاجها المجتمع المصري يدور حول الاهتمام بالتعليم و التأهيل كأولوية قصوى. و من ناحية أخرى، يجب على الاعلام و اجهزة الدولة المعنية مكافحة البطالة السلوكية و هي البطالة الناجمة عن إحجام ورفض الافراد المشاركة في العملية الإنتاجية والإنخراط في وظائف معينة بسبب النظرة الإجتماعية لهذه الوظائف.