عالم
"الأوبزرفر": هجوم الميليشيات على المتظاهرين يثير مخاوف تجدد العنف في ليبيا
وصفت صحيفة "الأوبزرفر" البريطانية الهجوم الذي شهدته ليبيا أمس بأنه واحد من أشرس الهجمات منذ الإطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي، والتي تنذر بتجدد العنف في ليبيا.
ولفتت الصحيفة البريطانية - في تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأحد - إلى أن مليشيا مصراتة فتحت النارعلى متظاهرين تجمعوا أمام مقرهم في طرابلس مطالبين إياهم بمغادرة المدينة ، مما أسفر عن مقتل 37 شخصا ، بينما أصيب مئات آخرين.
وأضافت أن رئيس الوزراء الليبي علي زيدان أعلن الحداد لمدة 3 أيام على أرواح الضحايا، فيما قامت كل من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بإجلاء موظفيهما غير الأساسيين إثر الهجوم ، بينما شددت السفارات الأجنبية الإجراءات الأمنية هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم بث لقطات على شاشة التلفزيون تظهر رجال الميليشا المسلحين وهم ينتشرون أمام قاعدتهم ويطلقون النار من بنادق آلية، بينما أكد طه باشا أغا المتحدث باسم ميليشيا مصراتة أن بعض المتظاهرين كانوا مسلحين وأطلقوا النار أولا ، مؤكدا على أن أفراد ميلشياته لن يغادروا مقرهم.
ورأت الصحيفة أن أحداث العنف الأخيرة هذه إنما تؤكد عدم قدرة الحكومة الليبية على كبح جماح الميليشيات واسعة النفوذ، التي تشكلت إبان الثورة الليبية ولكنها منذ ذلك الحين أصبحت خارجة عن نطاق السيطرة، نظرا لضعف الحكومة وانقسام البرلمان.
وفي تصريحات للصحيفة ، قال حسن الأمين وهو منشق ليبي سابق عاد إلى بريطانيا العام الماضي إثر تلقي تهديدات بالقتل من إحدى الميليشيات "لا أعرف كيف يمكن أن تتحسن الأوضاع سبب العنف هو الميليشيات، جميع الميليشيات وفي ظل تعطيل البرلمان لا أتوقع أي شيء من البرلمان ".
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي مناطق أخرى من ليبيا، تواصل ميليشيات قبلية ووحدات مضربة من الجيش حصارها الذي بدأ منذ خمسة أشهر لموانئ النفط الليبي، الأمر الذي يتسبب في حرمان البلاد من مصدرها الرئيسي للدخل ، مشيرة إلى أن جهود الوساطة تجري حاليا بين طرابلس ومصراتة لكن قليلين فقط في العاصمة يتوقعون لها النجاح.
ونوهت الصحيفة البريطانية بأن بريطانيا سوف تنضم إلى إيطاليا، و تركيا والولايات المتحدة في تدريب المجندين للجيش الليبي الناشئ في بداية يناير المقبل، حيث يرى دبلوماسيون أن القوات الحكومية على درجة كبيرة من الضعف تجعلها غير قادرة على أن تتصدى وحدها للميليشيات .