أهم الأراء
طالبان الجديدة
بدا عادل حبارة كأى «قاتل بأجر»، مستهيناً بحرمة الدم، مرخصا قتل النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق، مبرراً قتل جنودنا بأنهم «جند الطاغوت».. حبارة أو بيارة هذا من ألد أعداء الإسلام، وأشد الناس عداوة للوطن.. إنه قنبلة معدة للانفجار منذ سنوات، فهذا القاتل منحه جهله وبؤس حاله كل مبررات الخيانة، لا وطن وأنت تبيع رأسك لشرائط كاسيت تهتك ستر مستمعيها وتباع على أرصفة الجريمة.. لا وطن مع جاهل بالدين يسمونه أو يسمى نفسه «ملتزم دينياً».. بيارة هذا ينضح من عفن شيوخ الفضائيات ويرتوى من روح الكراهية.. حبارة الذى يباهى بأنه يرفع علم «طالبان» لأنه يراه راية عز، يعترف بأنه حاصل على «دبلوم صنايع»، وأنه قرأ بضعة كتب، لكنه استمع عبر شرائط كاسيت لدعاة أكثر جهلا منه، وحضر دروساً لمن وثق فيهم كـ«محمد حسان». تأملوا ما يقول هذا المعتوه الذى تتلمذ على يد «الشيخ حسان»، إنه يريد إبادتنا جيشاً وشرطة وشعباً: «يجب بغض الجيش والشرطة، بل إنهم من الكفرة الطغاة المحاربين لشرع الله، والمحاربين لأولياء الله، وكذلك النصارى يجب بغضهم، فهم من الكافرين، وهم على نوعين من حيث معاملاتهم لقتالهم أو عدم قتالهم، ولكن البغض ثابت فى كلتا الحالتين، أما الحالة الأولى التى لا يتم فيها قتالهم فهى التزامهم بالعهد الذى نصت عليه الوثيقة العمرية، أما إذا نقضوا أى بند من بنوده فوجب قتلهم، وأنا أرى أنهم نقضوا ذلك العهد لأن مجرد أن واحدا مسيحيا يقتل واحدا مسلما ينقض العهد، ومجرد بناء كنيسة جديدة ينقض العهد، وثابت أنهم قاموا ببناء الكثير من الكنائس الجديدة، كما قتلوا كثيراً من المسلمين، وأنا سمعت أنهم حرقوا مساجد فى صعيد مصر.. كل ده يجعل قتلهم واجباً على ولى الأمر، وفى حال كفرهم لعدم تطبيقهم شرع الله يجب قتلهم على كل ذى شوكة من جماعة المسلمين، وده اللى أنا قرأته وينطبق الكلام عن النصارى على اليهود أيضاً، ولكن اليهود ليسوا أهلاً للذمة، فيجب بغضهم ويتعين فى جميع الحالات قتالهم، وذلك لأنهم ليسوا طرفاً فى الوثيقة العمرية».. هذا بعض من اعترافاته أمام النيابة.. لا يعرف هذا المعتوه أنه بذلك يريد تدمير البشرية بقتال اليهود والنصارى، ولا يعرف أن قتل جنود الجيش والشرطة يعنى فناء المصريين، فلا يوجد بيت ليس منه فرد أو أكثر يعملون فى الجيش والشرطة، لا يعرف أن أقرب الناس مودة ورحمة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى. لا يعرف أن المسيحيين فى كثير من القرى بصعيد مصر يجلسون بالأيام فى بيوتهم، لأن أمثاله من المجرمين يمنعونهم من ممارسة أعمالهم. لا يعرف أن الله قال: « إِنَّكَ لَا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللهَ يَهْدِى مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، لا يعلم أن الله قال: «قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ» (الكهف: 29)، لا يعلم أن الله قال: «ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ»، لا يعلم أن الله قال: « وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ». هذا ديننا الذى نحبه، ليس ديناً للجريمة وسفك الدماء وإبادة المخالفين لنا فى الرأى والعقيدة. هذا ديننا وليس دين الكارهين للقيم النبيلة فى الإسلام.. تعلم هؤلاء القتلة على يد وعاظ يأتون بكلماتهم من نهر الشيطان لا نهر الإيمان، يلونون كلام الله ويحرفون فى سيرة نبيه لتكون لهم اليد العليا فى القتل والتدمير. إن هذا الحبارة يرى طالبان نموذجاً للدولة التى ترفع راية الإيمان، ولا يرى أن طالبانه قضت على مستقبل وطن، ودمرت حياة ملايين البشر، وحولت حياة من تبقى لجحيم، هل وصل بنا الحال لنقتدى بطالبان وأفغانستان كما يريد لنا حبارة الذى أخرجه الزعيم المفدى والقائد الملهم «الحاج محمد مرسى العياط» من سجنه ليقتل جنودنا. ورغم أننى أرى أن حبارة مجرم وقاتل باعترافه، وأن أقصى عقوبة تطبق عليه هى قليلة، إلا أننى أراه ضحية وباعترافاته. إنه ضحية للتعليم الفنى المدمر والمخرب. ضحية لغثّ الكلام وأكثره إجراماً وانحطاطاً والمعبأ فى «شرائط كاسيت»، لا رقيب عليها ولا حسيب لما فيها من جرائم. ضحية لشيوخ ابتلانا بهم الفضاء المفتوح والمفضوح وقنوات التحريض والتهليل. ضحية ترك الشرطة أمر هذا الرجل لأمين شرطة، لا إنسانية ولا رحمة ولا وعى لديه، فبدلاً من أن يعينه على الابتعاد عن طريق الجريمة، عمّق كرهه لوطنه، وزاد إحساسه بالظلم، ورفع حاسة الانتقام عنده، وجعله يفر من بلدته، وحوله إلى مطارد. الدولة تركت شيوخ الفتن يحتلون المساجد ويعتلون منابرها بغير علم، ويخططون من «زاوية» فى حارة ضيقة لهدم الإنسانية ومحاربة العالم. حبارة ضحية لسماوات صفوت الشريف المفتوحة على خرائب الجهل، وغباء أمن دولة حبيب العادلى، وفساد وزارة أوقاف زمن مبارك، ضحية لتعليم فتحى سرور وقوانين كمال الشاذلى، إنه مجرم وضحية، فهل ستظل هذه البلاد مفرخة للجهل بعدما كانت منارة للعلم، وهل سنرهن حاضرنا ومستقبلنا فى يد حفنة من الإرهابيين لا هم لهم سوى أن تصبح مصر طالبان الجديدة؟