اختلف الأطباء على الدوام عند تشخيص علامات الشيخوخة، وحصرها، وتحديدها، فمنهم من حصرها فى وصول المرأة إلى مشكلات سن اليأس، وضعف الخصوبة لدى الرجال، وقِصَر القامة بعد أن كانت طويلة، وانقباض فى عضلات الجسد بعد انبساطها، ولكن لا خلاف على أن أهم العلامات وأكثرها وضوحًا وشيوعا هو ظهور الشعيرات البيضاء وزحفها على رأس الإنسان بسرعة، وإصابة البشرة بالتجاعيد والكرمشة، وفقد الأسنان وتساقطها الواحدة تلو الأخرى.

الدكتور صابر سليمان الغرباوى، استشارى العلاج الطبيعى والسمنة، أوضح أن العلامات الفسيولوجية، أو الجسدية الدالة على الطعون فى السن وظهور الشيخوخة وتجليها، تصاحبها عوامل نفسية وعصبية وظاهرية شكلية أيضا، مثل نقص الإرادة على العمل، وهو ما يؤدى بدوره للتأثير بالسلب على المصادر المالية والنفسية، إضافة إلى الاكتئاب، والشعور بالوحدة، وعدم الثقة فى النفس، التى تتزايد عكسيًّا مع تقدير الإنسان لذاته.

وأضاف الغرباوى أن انحناء الظهر بشكل طبيعى وتدريجى، وضعف القوام العام للمُسن، هى من العلامات الطبيعية للشيخوخة وكبر السن، فنجد ظهر المسن يبدأ فى التقوس بشكل ظاهر مع بروز الرأس إلى الأمام، إضافة إلى النقص الطبيعى فى بروتين يطلق عليه "الألستين"، مما يؤدى إلى ضعف تجديد الأنسجة، وعدم قدرتها على رجوعها إلى طبيعتها وشبابها مرة أخرى، فتتراخى وتتهدل وتبدأ فى الشيوخ.

وأشار استشارى العلاج الطبيعى إلى أن الشخص مع دخوله فى سن الشيخوخة - والذى يختلف من شخص إلى آخر- يبدأ فى فقدان ميزة المرونة وتمدد الأنسجة، ويفقد نسبة كبيرة من محتوى جسده العضلى الذى كان يضمن له الحركة بسهولة، فيساعده عن التحرك بسرعة وخفة كما كان، إلى أن يصل الشخص إلى سن الستين، لنجد الزيادة أكبر فى فقد المحتوى العضلى، ليظهر على الركبتين الانثناء الشديد، وتضعف الحركة معهما تدريجيًّا، والتى تؤدى إلى استهلاك زائد لطاقة الجسم والشعور بالإرهاق والوهن والتعب والآلام المستمرة فى عظام المسن.