أهم الأراء
"المجتمع الرقمي " " بين الاستراتيجية وسماسرة التكنولوجيا"
اصبح الانسان الان يحتاج الي كرة بلورية سحرية ينظر فيها لاستشفاف مستقبل البشرية في ظل التطور التقني والرقمي الهائل ،الذي صار يتسلل الي كل غرفة من غرف المنزل وبعد ان تسللت الرقمية الى حياتنا اليومية وصار البعض يشعر بالضياع من دون هاتفه الذكي او كمبيوتره، فمما لا شك فيه ان العالم المقبل سيشهد عالم الالتحام الذكي بين الانسان والاجهزة ،كما يتنبأ الكثير من الباحثين في المستقبل بأن شبكة الانترنت الرقمية ستفقد بالتدريج تأثيراتها الضارة بالبيئة وستصبح في النهاية جزء من هذه البيئة . في حين سينقسم العالم بين اقلية صغيرة فاحشة الثراء تمتلك المعرفة في هذا المجال وبين اغلبية واسعه تستخدم هذه التقنيات فقط ،وتعيش علي هامش الحياة البسيطة لتبقي بعيدا عن التمردات. ولكن السؤال المطروح الان هو اين نحن من هذه الخريطة الرقمية ؟ وعلي من يريد الاجابة عن هذا التساؤل ان ينظر جيدا علي خارطة التكنولوجيا وان يعيد النظر مرارا فأنه لن يجد شيئا حتي وان قلب الخريطة وذلك لأننا لسنا لدينا الاستراتيجية ولا الرؤية النافذة للتواجد علي هذه الخارطة ان ما نتطلع اليه فقط لا يعدو ان يكون اكثر من أماني لامتلاك هاتف محمول جديد، او لاب توب حديث او اضافة شبكة رابعة لشبكات المحمول في ذلك السوق المغمور تكنولوجيا والمستهدف تجارياً او ما شابه ذلك لأننا لا نملك صناعة تكنولوجية ولا خطة لدخول هذا المضمار وان كنا نملك سيقان تمكنا من الجري عليه او حتى المشي لكي ننجز ولو الشيء الضئيل من خلال بنية تحتية ليست هي بالأمثل ولكن يمكننا ان نحسن منها ونعظم من قدراتها وخاصة اننا نمتلك راس المال البشري وهو العنصر المهم في تلك المنظومة المعلوماتية ولكن للأسف سماسرة تلك التكنولوجيا الجالسين علي مقاعد الامارة في الشركات والهيئات لا ينظرون الا تحت اقدامهم من اجل اثراء شركاتهم وعوائد مجالس ادارتها دون النظر الي احتياجات المجتمع ،ان تكاليف نقل التكنولوجيا الحديثة التي يتاجر بها هؤلاء يوميا لو تم انفاق نصفها فقط في قطاع الاستثمارات التكنولوجية لأصبحت مصر رائدة من رواد صناعة التكنولوجية ولحجزنا لنا مقعد علي الخارطة الرقمية لهذا العالم التقني ان مصر ليست مجرد مول تجارى لعرض البضائع المستوردة سواء الراكد منها او الرائد فيها ان ذلك الشعب وهذا الشباب الذي يمتلك القوة المعرفية والدافع التقني ليحلق في السحب المعلوماتية يستحق ان يكون في ركب الاوائل في تلك الصناعة لا مستهلك ومستخدم لها فقط. ويجب علي تلك الشركات الخاصة التي تدعي التقنية والهيئات التابعة للجهاز الإداري للدولة ان تتبني شباب المبدعين والمفكرين فهم ثمار الفترة القادمة وعمادها وكفا علي رؤساء ومجالس ادارات تلك الشركات نظرا لإقدامهم فمن لا يمتلك النظر الي الامام فعليه ان يرحل للخلف فهناك اصطفاف مجتمعي خلف وجهة النظر الرئاسية للتحول الي مجتمع رقمي بحق لإنجاز ما لم يتم تحقيقه من قبل وان نجعل من مصرنا كوكب مضيء علي خارطة العالم التكنولوجية واستيعاب طاقات معطلة بالألاف من شباب المبدعين سيتم استيعاب تلك الطاقات بوضع الاستراتيجية الصحيحة البناءة في المجال التقني لا علي أيدى سماسرة التكنولوجيا ومدعين المعرفة اننا بحاجه الي رؤية هادفة واستراتيجية تستشرف افاق المستقبل وارادة من فولاذ لبناء مجتمع رقمي عالمي و لحفر قناة معلوماتية لا تقل عن قناة السويس اهمية ... فهل من مجيب ؟