امين المحليات فى الجمالية اثناء وصف شوارعها ما زال بلاط الشوارع التى رصفوها، وأعمدة الإنارة التى أضاءوها بعد إظلامها، شاهدين، وإن رحلوا هم عن المشهد، فقد هاجر «إخوان الجمالية» من المنطقة، هربا من شماتة أهالى «حى السيسى»، إلى براح المدن الجديدة فى العبور و6 أكتوبر. هجرة إخوان الجمالية كانت على جزأين، بعضهم هجر المكان، والآخر هجر السياسة كلها، بحسب «سيد جبر» أمين المحليات بحزب «الحرية والعدالة» الذى فاجأه التغير الرهيب، حسب وصفه، الذى أصاب أهالى الجمالية بعد 30 يونيو، وكيف تغيرت معاملتهم للإخوان بعد ما وصفه بـ«الانقلاب»: «صحيح الإعلام كان مخلى صورتنا وحشة من الأساس لكن إن الناس تنسى كل اللى عملناه فى المنطقة، وتتعامل معانا بالشكل ده هو اللى ماكناش متوقعينه». أمين المحليات بالحزب الإخوانى لا يصدق الشتائم التى يوجهها له أهالى الجمالية يوميا فى طريقه إلى عمله، وهاله رفض رفاق المسجد تحيته بعد صلاة الجمعة بل رفض بعضهم رد السلام فى الطرقات: «نسيوا رصف الطرق ونسيوا لما كان حد فيهم بيته بيحتاج سباك أو كهربائى كان بيتصل بينا إحنا عشان ننجده، نسيوا سيارات الأنابيب اللى كنا بنسهر للفجر عشان نوزعها». الأمنية الوحيدة التى يتمناها «جبر» هى مساواة إخوان الجمالية بـ«فلولها»: «مش الفلول كانوا بيقولوا إحنا بنخدم الناس وماكانوش بيعملوا حاجة.. طلب إحنا عملنا عاملونا زيهم بقى». ما زال فى الحى بقية تذكر من الإخوان المسلمين، لا يجدون لهم مكانا فى منطقة شعبية خرج منها الفريق عبدالفتاح السيسى، وما زالت أسرته تسكنها حتى الآن، أهالى المنطقة لفظوا الإخوان وأجبروهم على الرحيل منها، بعدما قرروا مقاطعتهم، بحسب مصطفى خليل، أحد سكان الحى: «بيعايرونا بالخدمات اللى كانوا بياخدوا قدامها أصواتنا، ونسيوا إنهم دمروا البلد، ماحدش فى الجمالية ولا المنشية طايق يشوف إخوانى.. أحسن لهم يرحلوا». إبراهيم داوود، أمين حزب الحرية والعدالة السابق بالجمالية، كان أحد المهاجرين من المنطقة، برر مغادرته: «سبت المكان عشان غيرت شغلى ورحت مكان تانى وسكنت جنب الشغل وماحدش له عندى حاجة»، ليس «داوود» وحده، بحسب «خ.ش» الشاب الإخوانى الذى أكد: «فيه كتير من الإخوان سابوا الجمالية بعد الثورة بسبب المضايقات واختاروا أماكن بعيدة ومنعزلة ماحدش يعرفهم فيها ليس خوفا من مضايقات الشرطة ولكن هروبا من ألسنة الناس».