ملفات وحوارات
رئيس تحرير «السياسة» الكويتية: الله أنقذ مصر بثورة 30 يونيو (حوار)
أكد رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية، رئيس الوفد الإعلامى الكويتى الذى يزور القاهرة حالياً، أحمد الجار الله، أن دول الخليج العربى لم تعاقب المصريين عقب ثورة 25 يناير، موضحاً أن هذه الدول كانت فى مرحلة «تأمل» لتطورات الأوضاع فى مصر ودول الربيع العربى.وقال الجار الله فى حوار مع «المصرى اليوم» إنه نصح الرئيس الأسبق حسنى مبارك بمغادرة مصر عقب اندلاع ثورة يناير لكن الرئيس الأسبق رفض نصيحته. وتحدث «الجار الله» عن انطباعه عن شخصية الفريق أول عبدالفتاح السيسى، نائب رئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، قائلاً: «وجود هذه الشخصية سيفيد البلد سواء كرئيس جمهورية أو وزير للدفاع». وإلى نص الحوار:■ هل عادت العلاقات (المصرية- الخليجية) إلى طبيعتها بعد سنوات القطيعة، عقب ثورة 25 يناير؟- الجميع يعلم أن العلاقات (المصرية- الخليجية) منذ 25 يناير، وكذلك أثناء حكم الإخوان لمصر، كان بها نوع من الحذر والخوف، خاصة عندما بدأ الحديث عن «ربيع خليجى» وربيع فى السعودية على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر». لذلك كانت العلاقة بين مصر ودول الخليج فى ذلك الوقت بعيدة، وكانت فى حالة يسمونها فى العمل السياسى «حالة التأمل»، بمعنى متابعة التطورات فى مصر وتونس وسوريا ومقارنتها بالتطورات فى دول الخليج، وحاولت حكومات دول الخليج معالجة الأمور فى دولها، ووجدنا مجموعات داخل دول الخليج تتحدث بنفس اللغة، التى كانت منتشرة فى دول الربيع العربى «تونس ومصر»، وتبين أن الصوت العالى فيها هو صوت الإخوان.■ معنى ذلك أنك تؤيد ما يردده البعض أن جماعة الإخوان المسلمين هى التى صنعت الربيع العربى؟- الإخوان استغلوا الربيع العربى، وليسوا هم من صنعوه، فنحن أحيانا نخطئ عندما نقول أن الأمريكان هم من وراء الربيع العربى، فالأمريكان لا يفعلون شيئاً، ولكن عندما يحدث حدث كبير يدرسون هذا الحدث ويبحثون عن مصالحهم ويحددون الطرف الذى يؤيدونه.. وأنا دائما أقول أن إسرائيل لها يد فيما يحدث.■ هل تقصد أن إسرائيل تحالفت مع جماعة الإخوان المسلمين؟- إسرائيل تحالفت أو لم تتحالف كل هذا لا يهم إسرائيل، ما يهم إسرائيل شىء واحد وهو تدمير الدولة المصرية، فمصر بالنسبة لإسرائيل دولة مهمة، ولذلك هى سعت لأن تُدخل الدول المحيطة بها فى حروب أهلية حتى تصبح مثل الصومال، وحتى أدلل على صحة حديثى هذا نجد أن الموقف الإسرائيلى والغربى تغير تجاه ما يحدث فى سوريا، خاصة بعد أن تخلصت سوريا من السلاح الكيماوى الذى كانت تخشاه إسرائيل، فأصبح لا يهمهم بقاء الأسد أو رحيله، والمهم بالنسبة لهم تدمير سوريا ومصر وبأيدى أبنائهما، بالطبع الأمريكان ليسوا بعيدين عن هذا التحليل، وكما ذكرت لك الدليل ما يحدث فى سوريا «أخذوا الكيماوى وانتهى الموضوع».. ولذلك انا لا أبرئ اليهود من قصة الربيع العربى.نعود مره ثانية إلى موقف دول الخليج من الربيع العربى، دول الخليج استطاعت بذكاء حكامها وقدراتهم وبفهم شعوبهم، حل جميع المشاكل، والأموال كانت موجودة، فعلى سبيل المثال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، عندما عاد من رحلة العلاج بالولايات المتحدة، حيث كان يتابع من هناك أوضاع دول الربيع العربى، كانت هناك دعوات على «فيس بوك» لثورة فى السعودية فقال الملك دعونا نرى، وفى اليوم المحدد لخروج المظاهرات وكان يوم جمعة لم يخرج سوى عدد محدود من المتظاهرين لا يتجاوز 15 شخصاً فقط فى شارع الملك فهد بالرياض، وهذا الأمر حدث فى فترة قوة الربيع العربى، وقال الملك عبد الله وقتها «نحمد الله أن شعبنا واع ونحن نعرف المشاكل وسنعالجها» وأصدر وقتها 20 مرسوماً ملكياً بطاقة مالية 150 تريليون ريال لدعم المستشفيات والبنية التحتية والإسكان والمرتبات، ونسى الناس الربيع العربى.وكان لدينا إحساس وقتها إننا ابتعدنا عن مصر ودول الربيع العربى، والإخوان المسلمون كان لديهم خلايا نائمة فى دول الخليج وهذه الخلايا بدأت تبرز، وعدنا من جديد إلى مصر عندما أسقطوا بعد أن عرف الناس أنهم كذابون، وأنهم طلاب سلطة وطلاب قتل ويريدون الانتقام وليس هناك أفحش منهم فى الخصومة.وكما ذكرت لك كانت دول الخليج عقب 25 يناير فى حالة «تأمل»، وهذه الحال انتهت بعد أن أنقذ الله مصر عقب ثورة 30 يونيو، فقد كان أول اتصال خليجى من الملك عبدالله للفريق عبدالفتاح السيسى، وأول برقية تهنئة للرئيس المؤقت عدلى منصور من الملك عبدالله أيضاً، وبعدها توالت الاتصالات الخليجية لإعادة العلاقة إلى وضعها الطبيعى، ما عدا دولة خليجية واحدة وهى دولة لها سياستها و«نقدر نقول إننا شعبياً ضدها».■ يرى البعض أن دول الخليج تعاقب المصريين لأنهم ثاروا ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك.. هل هذا صحيح؟- عقب ثورة 25 يناير، كان هناك هامش حرية شهد تجاوزات ضد الملك عبدالله وضد الشعب السعودى وضد الشعب الكويتى من بعض الأشخاص من جماعة الإخوان، الذين كانوا يريدون صب الزيت على النار كما يقال، والجميع شاهد ما حدث عند السفارة السعودية.. ومع ذلك كانت دول الخليج فى ذلك الوقت فى مرحلة تأمل دون عقاب، وكان هناك مصريون ينتمون لجماعة الإخوان متواجدين فى السعودية والكويت وغيرهما من دول الخليج، وكان هؤلاء أعضاء فى الجماعة أو مؤيدين لها فكانوا فى حيز الرقابة وذلك من حق أى دولة، خاصة وأنهم بدأوا يعبرون عن مواقفهم وبدأوا يقومون بأعمال «غير أمنية» سواء فى الكويت والإمارات، وهناك مجموعة منهم يحاكمون حالياً فى الإمارات.■ هل تعتقد أن جماعة الإخوان كانت تطمع فى الوصول إلى حكم دول الخليج مثلما وصلوا فى مصر؟- هذا كان مخططهم.■ أليس غريباً أن جماعة الإخوان المسلمين وجدت فى دول الخليج الملاذ الآمن لها هرباً من الإجراءات التى كانت تتخذها ضدها الدولة فى عهد الرئيس السابق جمال عبدالناصر.. والآن ذات الجماعة تحاول عقب ثورة 25 يناير زعزعة الاستقرار فى دول الخليج؟- لأنهم غدارون، حيث يسهل عليهم الغدر أمام السلطة وأمام المال، وفى ثقافتهم الدينية هذا حلال، وإذا عدنا لعصر الرئيس جمال عبدالناصر أعلن تصدير الثورة مثل إيران وبدأت تحدث احتكاكات مع السعودية والكويت، فالسعودية بدأت تفتح أبوابها للإخوان خاصة بعد شنق سيد قطب، وبدأ الإخوان يرددون أنهم مظلومون ويريدون إنقاذهم، وبعضهم كانت معه جوازات وفتحوا مدارس، حتى النشء فى السعودية تربوا على فكر الإخوان ولذلك عانت السعودية.وفى عام 2002 أعلن الامير نايف بن عبدالعزيز الحرب عليهم، وفى حديث مع جريدة السياسة قال إنهم سبب «البلاء فى العالم العربى»، وحدثت ضجة كبيرة وقتها بعد هذا الحديث.والإخوان المسلمون استطاعوا فى الفترة من بعد ثورة 1952 وحتى الربيع العربى تمكين جماعتهم فى مراكز حساسة فى دول الخليج.■ ألا يسبب هذا الأمر بعض القلق لديكم فى دول الخليج؟- لم تكن لدينا أى مخاوف فى البداية.. بالعكس كنا نقول عليهم أنهم طيبون وتعرضوا لضغوط من جمال عبدالناصر.. ولكنهم انكشفوا بالنسبة لنا بعد أن كشفوا عن أنيابهم، والآن بعد سقوطهم فى مصر سقطوا فى المنطقة كلها، حتى من تم تمكينه من أتباعهم صار هناك قرار من مجلس التعاون الخليجى بإبعادهم.■ هل سقط بالفعل مشروع الإخوان المسلمين فى المنطقة؟- نعم ونشكر الله أن الإخوان حكموا مصر عاماً واحداً.. فإذا كنا وجهنا انتقادات لوزير الدفاع السابق حسين طنطاوى، وانتقدنا الأمريكان، وتساءلنا لماذا جاءوا بهم و«حطوهم وشالوا الفريق أحمد شفيق».. فإننا الآن نقول رب ضارة نافعة.■ أنت تحدثت عن رد الفعل الخليجى من ثورة 30 يونيو، لكن كان من الملاحظ أن الكويت تأخرت بعض الوقت قبل أن تعلن موقفها من الثورة؟- التأخير كان بعض الشىء لأن الأمير كان فى إجازة لكن قرار إعلان دعم الكويت لثورة 30 يونيو كان ثانى يوم.. وكما تعلم أن الكويت بها هامش حرية فهناك من انتقد هذا الأمر ولكن فى النهاية هو قرار سيادى الحاكم من يقرره.■ كيف تفسر تلك الضجة والأصوات المعترضة داخل الكويت على الدعم الذى أعلنته الحكومة الكويتية لمصر؟- من تعالت أصواتهم بالاعتراض هم الإخوان المسلمون فى الكويت أو من يحملون فكرهم.. وهؤلاء لم ينتقدوا الكويت وحدها على دعمها لمصر إنما انتقدوا السعودية والإمارات.■ الوفد الإعلامى الكويتى التقى الفريق أول عبدالفتاح السيسى، النائب الأول لرئيس الوزراء، وزير الدفاع والإنتاج الحربى فماذا كان انطباعك عن شخصيته؟اقرأ أيضًا