قال أحمد عساف، المتحدث الرسمي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، إن تدخل حركة المقاومة الإسلامية «حماس» في الشأن المصري جاء بشكل منفرد، مما أدى إلى إغلاق معبر رفح، مشيرًا إلى أن تدخلات حركة «حماس» جاءت فقط لتعيد محمد مرسي إلى الحكم في مصر.

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وقضية المصالحة هما أكبر ملفين تهتم بهما «فتح»، وأن لديها ثلاثة خيارات متمسكة بها وهي: «المقاومة المسلحة، والمقاومة الشعبية، والمفاوضات»، وأن أشياء مثل «تضامن المجتمع الدولي مع الحق الفلسطيني والمقاطعة الأوروبية للمنتجات الإسرائيلية في المستوطنات هي نقاط مهمة سجلتها السلطة الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة.

وأضاف خلال مؤتمر صحفى عقده مع وفد الصحفيين المصريين الذي يزور مدينة رام الله: «لن نهزم إسرائيل بالضربة القاضية، فليس لدينا قنبلة نووية، ولكننا نسير بالنقاط والمفاوضات حتى نهاية شهر مارس القادم»، وأكد أن السلطة ستتخذ عدة خطوات دبلوماسية دولية ضد إسرائيل في جميع المنظمات الدولية لتدويل القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن «هذا التحرك يفزع إسرائيل».

وأكد المسؤول الفلسطيني أهمية الزيارات من الأشقاء العرب للوقوف عن قرب لما يحدث داخل أراضي الضفة الغربية المحتلة، «لأن من يسمع ليس كمن يرى بعينه»، على حد قوله.

وأوضح «عساف» أن عدد الأسرى الآن وصل إلى 5000 أسير 65% منهم من أبناء حركة «فتح»، وأن 700 منهم محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، وأنه من الـ 700 هناك 500 من أبناء حركة «فتح» وقد حكم عليهم، لأنهم لم يضيعوا الثوابت الفلسطينية واستمروا في نضالهم ضد الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه على مر التاريخ قدمت فتح ثلثي شهداء الحركات الفلسطينية الأخرى.

وكشف «عساف» أنه على مدار سنوات الصراع مع إسرائيل منذ عام 1936 وحتى الآن، استشهد حوالي نصف مليون شهيد، وأصيب حوالي مليون، بالإضافة إلى مليون أسير و6 ملايين مشرد من بيوتهم، مشيرًا إلى أن عدد الفلسطينيين حاليًا داخل الضفة 2 مليون، وفي داخل إسرائيل حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني وفي قطاع غزة 2 مليون فلسطيني.

وردًا على سؤال حول أهم الخطوات التي تنوي السلطة الفلسطينية اتخاذها في حال فشل المفاوضات الجارية مع الإسرائيليين، والمقرر انتهاء المدة الزمنية لها في شهر مارس المقبل، قال «عساف» إن «المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بدأت فعليًا منذ عام 2007، وقبل هذا التاريخ لم تكن هناك مفاوضات بالمعنى المتعارف عليه حاليًا»، مضيفًا أن تلك المفاوضات توقفت نهاية 2008 مع العدوان الإسرائيلي على غزة وعادت مرة أخرى في 2013.

وحول المصالحة الفلسطينية قال «عساف» لن تتحرك المصالحة الوطنية بين حركتي «فتح» و«حماس»، إلا إذا أصبحت الأخيرة حركة فلسطينية بشكل حقيقي، موضحا أن «حماس» تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وأهدافها وأولوياتها هي تحقيق مصالح «الإخوان»، وليست فلسطين.

وتابع قائلًا إن «حماس» «لا يهمها مصر ولا فلسطين، ولكنها تنفذ المنهج الإخواني القائم على السمع والطاعة وما يأمر به المرشد العام»، مؤكدًا أنها لو استمرت على هذا النهج، فلن تكون هناك مصالحة وطنية مع حركة «فتح» التي تسير على نهج الزعيم الراحل ياسر عرفات.