أبهرت مصر العالم بموكب المومياوات الذي تم خلاله نقل 18 ملكاً و4 ملكات من المتحف المصري في ميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط ، حيث حملت الاحتفالية العديد من الرسائل أهمها الترويج للسياحة وتسليط الضوء على الإرث العظيم الذي تملكه مصر من الآثار الفرعونية القديمة، ورغم حديث البعض عن التكلفة المالية الكبيرة لإنشاء المتحف الجديد والإنفاق على الحفل الكبير إلا أن ما سوف تجنيه مصر من وراء هذا سيكون أكبر بكثير مما تم إنفاقه.

وفي هذا الإطار قالت الدكتورة سها بهجت المتحدثة باسم وزارة السياحة والآثار المصرية أن حفل موكب نقل المومياوات الملكية من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة قدم رسالة ذات مردود اقتصادي مهم إضافة إلى قيمته التراثية، مشيرة إلى إن الدولة ستجني نتائج اقتصادية وسياسية وسياحية منقطعة النظير خلال المدى القريب.

وأضافت أن حفل نقل المومياوات الملكية الـ22 الذي تم نقله على نحو 400 قناة تلفزيونية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية أبهر العالم أجمع وسيدفع من شاهد تلك الاحتفالات على الرغبة في المجيء إلى مصر لمشاهدة الآثار المبهرة على أرض الواقع، مشيرة إلى أن الحدث الكبير أعطى رسالة إلى العالم أجمع أن الدولة المصرية مستقرة وآمنة وتنهض وتستعيد مجدها وحضاراتها، وبالتالي فهي آمنة لجذب الاستثمارات ولإقامة المشروعات وعودة السياحة كما أعطي انطباعاً رائعاً لرجال المال والأعمال والاقتصاد في العالم أجمع بعد إثبات أن مصر دولة قادرة على الوقوف على قدميها رغم كافة التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.
وبينت أن العائد السياحي على مصر مرجح أن يبدأ بالتزامن مع فصل الصيف خلال الشهور المقبلة، خاصة بعد أن ثبت للعالم كله أن مجريات الأمور في مصر تسير على قدم وساق والحياة تبدو طبيعية والدولة توفر كافة السبل الاحترازية لجعل انتشار فيروس كورونا المستجد تحت السيطرة، مشيرة إلى أن وزارة السياحة وضعت خطة لاستقبال الأفواج السياحية التي يتوقع تدفقها بالتزامن مع فصل الصيف وكان ركيزة تلك الخطة هو تطعيم جميع العاملين في القطاع السياحي في مصر من فيروس كورونا خلال الفترة المقبلة ومع نهاية شهر مايو المقبل سيكون جميع العاملين قد تم تطعيمهم تماماً لإعطاء تأكيدات للوافدين بأن المجال الصحي في مصر آمن تماماً.

ويقول عبدالمنعم السيد مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية إن حفل نقل المومياوات المصرية القديمة كان حدثاً عالمياً توجه إليه أنظار العالم كله وسيكون له آثار اقتصادية كبيرة وسيحفز السائحين لزيارة مصر بعد العودة التدريجية لحركة السياحة بشكل منتظم، والمتوقع لها أن تبدأ من يوليو المقبل وسيساعد على زيادة عدد الليالي السياحية داخل القاهرة، موضحا أن السائح سيكون أمامه فرصة لزيارة أكثر من مقصد سياحي داخل القاهرة منها متحف الحضارة بالفسطاط والمتحف المصري بميدان التحرير الذي سيظل يعمل ويستقبل الزوار وأيضاً المقاصد السياحية الأخرى مثل برج القاهرة والأهرامات والمتحف الكبير بالجيزة الذي سيُفتتح في غضون شهور.

وأشار السيد إلى أن السياحة الثقافية بلغت مساهمتها نحو 25٪ من إجمالي دخل السياحة المصرية بقيمة 12.5 مليار دولار خلال عام 2019 ثم تراجعت إلى 4 مليارات دولار خلال عام 2020 بسبب أزمة فيروس كورونا، لافتاً إلى أنه من المتوقع زيادة عوائد السياحة الثقافية بنسب تتراوح بين 30% و50% بعد افتتاح متحف الحضارة وكذلك بتنفيذ خطة الدولة الخاصة بتطوير المتاحف المصرية القائمة حالياً وإنشاء متاحف جديدة في أكثر من منطقة.

ولفت إلى أن هذا الحدث العالمي تم استخدامه للترويج والتسويق لمصر وإظهار صورتها الحقيقية باعتبارها الدولة العريقة صاحبة أقدم حضارة عرفها التاريخ، ففي الوقت الذي تغلق فيه معظم دول العالم بسبب أزمة فيروس كورونا تقوم مصر بافتتاح متحف الحضارة بالفسطاط والذي يعد من أكبر متاحف العالم.

وتقول دعاء زيدان خبيرة الاقتصاد إن حدث نقل المومياوات جدد ثقة العالم بالدولة المصرية وقياداتها ومدي حرصهم على دعم الحضارة الفرعونية بشكل ايجابي، مشيرة إلى أن كل أنظار العالم اتجهت صوب هذا الحدث الضخم كما أن الشعب المصري أعاد اكتشاف تاريخه العظيم وحضاراته الفرعونية من خلال تنظيم الاحتفالية بشكل جيد.

وأكدت على أن هذا الحدث المهم الذي تابعته جميع دول العالم في شغف سيكون خطوة مهم في تنشيط السياحة المصرية وجذب أنظار العالم لسياحة مصر، وبالتالي فإن المرود جيد علي المدى القصير والطويل وسيزداد عدد السياح مع عودة النشاط السياحي إلى سابق عهده وسيساهم ذلك في دعم الاقتصاد المصري الذي تعد السياحة أحد أهم أركانه.

ويرى محمد محمود الخبير الاقتصادي إن أبرز المكاسب الاقتصادية من تنظيم موكب نقل المومياوات الملكية هو الترويج للسياحة المصرية وما يترتب علي ذلك من انتعاش الدورة الاقتصادية داخل البلاد، بالإضافة إلى زيادة الحصيلة الدولارية ويمثل نجاح حدث نقل المومياوات بمثابة دعاية كبيرة للصناعة الوطنية على مستوى تصميم الملابس والديكورات وسيارات نقل المومياوات.

وأوضح أن الحدث يعطي صورة جيدة عن مصر وهو ما يساعد علي تسويق السياحة المصرية، مشيراً إلى أن مثلث النهضة الاقتصادية يتمثل في السياحة كقاعدة، بالإضافة إلى الصناعة والزراعة حيث تعمل الدولة حالياً علي تغيير الخريطة السياحية برفع كفاءة البنية التحتية وإنشاء مدن جديدة ومتاحف وفنادق وكل هذه المشروعات تصب بشكل مباشر في تطوير القطاع السياحي.

من جانبها، أشادت أمل رمزي عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة السياحة بحزب الوفد في بيان لها بالتنظيم الرائع لموكب نقل المومياوات من المتحف المصري بميدان التحرير للمتحف القومي للحضارة بالفسطاط، مشيرة إلى إن حدث نقل المومياوات العظيم يبعث برسالة للعالم أجمع أن مصر تنعم بالأمن والاستقرار ويؤكد مدى قدرة مصر وقوتها على تجهيز مثل هذه الأحداث التي تخرج في أبهى أشكالها.

وأوضحت أمل رمزي أنّ موكب نقل المومياوات يساعد على تنمية الاقتصاد المصري وزيادة دخول العملة الصعبة للدولة كما أنها رسالة قوية لدخول الخارج مشيرة إلى أنّ المومياوات هي آثار ذات طبيعة خاصة جداً فقد خضعت لعملية التحنيط قبل آلاف السنين باستخدام تنوع هائل للمواد المستخدمة والمختلفة في طبيعتها وخواصها الكيميائية.