أهم الأراء
الضغوط الأمريكية الأوروبية لتسليم السلطة للإسلاميين
إن أهمية معرفة ما يريده الإخوان اليوم لا شك فيها لتوقى البلاد شرور خططهم وتحركاتهم، إلا أن أهمية معرفة ما تريده الأغلبية الساحقة من المصريين تفوق هذا بمراحل كبيرة، من أجل الاستجابة لمطالبهم وآمالهم المشروعة التى دفعوا من أجلها أثماناً هائلة عبر سنوات طويلة ممتدة. إن معرفة ما يريده المصريون، ومن ثم تحقيقه، هو المدخل الوحيد لتحقيق الاستقرار وقيام الحكم الرشيد الذى يمكنه تحقيق مطالبهم وأهداف ثورتهم. إن المصريين يجب أن يكونوا اليوم بالنسبة للحكم الانتقالى، ولكل القوى الحزبية والسياسية والثورية، هم الهدف الوحيد والغاية التى يجب البحث دوماً عما يريدون، وليذهب ما يريده الإخوان إلى خلفية المشهد والتفكير، فالشعب هو صاحب الحق وهو القائد والمعلم تبدو الضغوط الامريكية ومعها الاوربية واضحة وفاضحة لتسليم السلطة للاسلاميين وعلى رأسهم الاخوان المسلمون وذلك فى الوطن العربى ومحيطه المعروف بالشرق الاوسط وهذا ان دل فانما يدل على تفاهمات جعلت المصلحة العليا الامريكية تقتضى هذا الضغط وتتلاقى مع النهم والتلهف للسلطة لدى هذه الحركات ان المفارقة تبدو فى أنه وفي الوقت الذي وصل منحنى العداء العربي والإسلامي لأمريكا قمته وتصاعدت أشد المواجهات "الجهادية" معه في حرب مفتوحة مركزها العراق وأفغانستان وامتدادها في أرجاء العالم؛ بدأت تلوح مؤخرا في الأفق معالم تغيّر في نظرة بعض قطاعات من الحركة الإسلامية وموقفها من الولايات المتحدة بما يكاد يختلف تماما مع المسار السائد المعادي لها على طول الطريق نرصد على سبيل المثال قبول الحزب الإسلامي العراقي (الإخوان المسلمون) المشاركة في العملية السياسية تحت الرعاية الأمريكية مخالفا لموقف أهل السنة وعموم الشارع العربي والإسلامي، ودخول الإخوان المسلمين السوريين في التحالف المعارض المدعوم أمريكيا لإسقاط النظام السوري، وعدم اعتراض قيادة التنظيم الدولي للإخوان أو تنظيماتهم القطرية على موقف الإخوان العراقيين ثم السوريين، ثم قبول جماعة الإخوان المصرية وهي الجماعة الأم والأكبر بعلاقات مباشرة كانت ترفضها من قبل مع الإدارة الأمريكية، وصدور تصريحات متفرقة من مرشدها ثم رئيس القسم السياسي بها تتعهد الالتزام مستقبلا باتفاقيات السلام مع إسرائيل، وغير ذلك من المواقف والتصريحات والإشارات التي تسير في هذا الاتجاه فضلا عن التوجه العام للجماعة الذي لا يتجاوز الإعلان عن رفض السياسات الأمريكية بالعراق والمنطقة دون أن يتحول إلى مقاومته على الأرض وربما يكتمل المشهد بالتوقف عند الحديث المتصاعد بنَفَس متباه داخل الأوساط الإسلامية بأهمية دراسة نموذج حزب العدالة والتنمية التركي الذي يرتبط بعلاقات وثيقة بالإدارة الأمريكية، والاهتمام الإسلامي بإمكانية تعميمه، وهو ما يبدو أن نظيره المغربي مرشح لتكراره وهو الحزب الذي كرّمت بعض المؤسسات الأمريكية رئيسه سعد الدين العثماني ومنحته جائزة المسلم الديمقراطي لقد فتح ذلك كله الباب واسعا حول ما إذا كنّا بإزاء تغير في موقف الحركة الإسلامية من أمريكا وهو ما من شأنه أن يكون له تأثير بالغ الخطر على مستقبل الحركة التي حملت لواء المواجهة في العقدين الأخيرين بل مستقبل المنطقة العربية والتي تقع في بؤرة الصراع وفي مرمى نيران الإستراتيجية الأمريكية أنه من الصعوبة بمكان الجزم بتقدير حجم هذا التغير أو مداه على وجه الدقة واليقين، ولكن يمكن القول بأن أي علاقة مستقبلية بين حركات الإسلام السياسي والولايات المتحدة ستتحدّد وفق ثلاثة مستويات يمكن التمييز بينها: المستوى الأول يتعلق بتعريف العمل السياسي الإسلامي وما يحتمله من تمييزٍ داخله بين السياسة بالمعنى العام وبينها بالمعنى الحزبي التنافسي، أما المستوى الثاني فهو يتصل بمدى التأثر بالتجزئة والقطرية في العمل الإسلامي وانعكاس ذلك على الرؤية الأممية الإسلامية، أما المستوى الثالث والأخير فهو يتصل بموقع كل حركة داخل الأمة الإسلامية وما تفرضه عليها من مسئوليات ومن ثم فهو يميز بين إسلاميي المركز وإسلاميي الأطراف إن ثمة فارقا كبيرا بين الحركات والتنظيمات الإسلامية التي مارست وتمارس العمل السياسي بمعناه العام الذي يعني الاهتمام بقضايا الشأن العام والتفاعل معها بما يحقق مصلحة الأمة أو كأداة للتدافع القيمي والحضاري مع القوى العلمانية والمعارضة للمشروع الإسلامي، وبين نظيرتها التي تشتغل بالسياسة بالمعنى الحزبي التنافسي المباشر فتحل فيها طرفا ضمن جملة أطراف أخرى إذ يبدو أن الحركات والتنظيمات التي تنتمي للنوع الثاني (الحزبي التنافسي) هي الأقرب في إمكانية مراجعة نظرتها؛ ومن ثم موقفها من أمريكا ومشروعها في العالم؛ فالحزبية والتنافسية تنقل هذه الحركات والتنظيمات من كونها إطارًا مرجعيًّا حاضنا للشارع إلى فاعل سياسي حزبي ضمن آخرين في ماراثون تنافسي ضمن معادلة صراعية (بل صفرية أحيانا) يدفع به لبناء علاقات مع القوى المتنفذة إقليميا ودوليا والبحث عن دعمها لتقوية وضعها التنافسي في المعادلة السياسية الداخلية وهو ما يعزز من مسلكيتها البرجماتية في التعامل مع الولايات المتحدة القطب الأوحد والأكثر تأثيرا في موازين القوى عالميا وفي منطقتنا العربية ولعل هذه المسلكية -البرجماتية- هي التي دفعت بتزايد النقاش في بعض القيادات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر -على سبيل المثال- والتي ذهب بعضها إلى صعوبة إنجاز إصلاح داخلي دون موافقة أمريكا ورضاها إن لم يكن تدخلها، وجعل فكرة الحوار معها غير مرفوضة مبدئيا كما كان الأمر في السابق وما سبق له صلة بمستوى آخر من التحليل يتصل بمدى تأثر الحركات والتنظيمات الإسلامية بالأطروحات القطرية ودرجة استيعابها في منطق التجزئة وتحولها من الطرح الأممي الطامح لوحدة الأمة (باستعادة الخلافة الإسلامية) إلى طرح وطني قطري لا يرى -على الأرض- أبعد من حدود القطر الذي يصارع على سلطته حتى لو لم يصرح بذلك ان الشعب المصرى هو الذى يقرر ما يريده. وأشار إلى الاتحاد يعلم جيدا حجم الارتباط الوثيق بين الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة وقال ان الخطأ الذى وقع فيه مرسى أنه هو وحكومته أخفقوا فى الفهم وعليها ان تدرك أنها حكومة للجميع ، وكان عليه ان يشكل حكومة تمثل وتعمل لكل المصريين ، وعلى حزب الحرية والعدالة ان يدرس أخطائه جيدا التى وقع فيها خلال العام الماضي أما على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وهما الأكثر أهمية بالنسبة للغالبية الكبيرة من المصريين، فإن ثلثى شعار ثورتهم العظيم، أى العيش والعدالة الاجتماعية، لم يتحققا قط منذ نجاحها فى 11 فبراير 2011، بل زادت أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية سوءاً يوماً بعد آخر. من هنا فإن عموم المصريين لن يصبروا كثيراً على تأجيل وتعطل تحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، ولن يقبلوا بأى حال ألا يستجيب لها أى نظام سياسى بطريقة سريعة وحاسمة، وإلا سيكون الثمن هذه المرة فادحاً وسيقوم المصريون عندها بثورتهم الاجتماعية، التى يرى كثير من المحللين أنها مؤجلة وتنتظر موعدها منذ 25 يناير 2011. الأمم الكبيرة حولنا انتظرت طويلًا نُضج ثوراتها ، فكانت الواحدة منها إذا ثارت بادرت في الحين إلى البناء والوحدة . والثورة ـ أوّلًا وأخيرًا ـ هي وسيلةٌ ولم تكنْ أبدًا غايةً ! ومورفولوجية هذه الكلمة ، كما نسمعها ونراها ، يتقمّصها "ثور" !...والثورُ ـ وإن لم يكن على أرض إسبانيا ـ موصوفٌ بالهيجان ، وهي صفة منفّرة...والناس ، لو لا خصوبته ونتاجه ما رغبوا فيه ! رُفِعت الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ .